اندلع في بناية بحي الشرفة جنوب عاصمة الولاية، أول أمس، حريق خلف إصابة امرأة في العقد الرابع من العمر وتعرض أولادها لصدمات نفسية كادت تودي بحياتهم. واستنادا إلى مصادر موثوقة فإن الحريق الذي طال بيت عائلة بوفرة عبد القادر أب لأربعة أطفال، أتى على محتويات المنزل وكادت تنتقل ألسنة اللهب إلى بنايات مجاورة لولا تدخل مصالح الحماية المدنية التي سارعت إلى إخماد النيران وإنقاذ ما يمكن إنقاذه. وطبقا لمعاينة ميدانية قامت بها ''البلاد''، فإن البناية الجاهزة ذاتها تحولت إلى كومة من الرماد في لمح البصر بعد أن أتت عليها النيران، ولم تسلم حتى الوثائق الشخصية لرب العائلة الذي بادر إلى إخراج عائلته إلى الشارع مخافة أن تمتد ألسنة النيران إلى الأشخاص. باتت ظاهرة اندلاع الحرائق في البنايات الجاهزة بولاية الشلف تثير مخاوف العائلات المنكوبة القاطنة في هذه ''البراريك'' التي مر على تثبيتها في المرحلة الثانية المؤقتة من زلزال الأصنام 1980قرابة 29سنة كاملة. وقد رسم المنكوبون علامات استفهام وتعجب حيال الصمت المطبق الذي تتبناه السلطات الوصية في معالجة ظاهرة ''البراريك'' التي دخلت حسبهم التاريخ في ظل تجاهل السلطات واستهتارها بأرواح سكان هذه البنايات التي صارت تحترق نتيجة تفاعل المواد الكمياوية العازلة المشيدة بها في بداية إنجازها، كما هو الحال لمادة الأميونت التي بعثت المخاوف من جديد وسط السكان الذين طالبوا بإنقاذ أرواحهم وممتلكاتهم التي عادة ما تتحول إلى رماد كلما شبت الحرائق في هذه السكنات. علما أن نداءات رب العائلة لإعانته على حماية أولاده من الشارع لم تلق استجابة مسؤولة أو تدخل السلطات لمعاينة مسرح الحريق الذي تكرر في مختلف مناطق الولاية لاسيما البلديات التي تحاصرها البنايات الجاهزة من كل جانب. وتعد هذه الحرائق تحصيل حاصل للتأخر الكبير في معالجة واحدة من أهم قضايا الشأن الاجتماعي في ولاية الشلف التي عاشت انتفاضة حقيقية في ربيع 2008على خلفية خروج المنكوبين إلى الشارع مطالبة من السلطات العليا للبلاد بتوقيف الوالي المرحل إلى ولاية عنابة ومحاسبته على التسيب في معالجة الملف، مع تأكيدهم على دعمهم وحتمية وقوف الدولة معهم لإخراجهم من ''البهدلة'' العمرانية التي لا تزال ترسم واقعا غير مشرف في الولاية. في وقت تتواصل فيه الحرائق في ''البراريك'' وتزداد نبرة غضب المنكوبين إلى غاية انتفاضة أخرى لا تحمد عقباها.