على خلفية هجوم باريس، نشرت صحيفة ديلي تلغراف تحذير رئيس المخابرات العسكرية البريطانية من أن تنظيم القاعدة يخطط لعملية مشابهة ضد بريطانيا، ونبه أندرو باركر إلى أن التهديد بهجوم يوقع إصابات جماعية يتنامى، وأن جهاز المخابرات أشار إلى وجود مؤامرات محددة، وأضاف أنه تم إحباط ثلاث مؤامرات في الشهور الأخيرة، لكنه لم يستبعد نجاح إحدى هذه المؤامرات في نهاية المطاف. وتعقيبا على هجوم باريس، كتبت الصحيفة نفسها أنه بعد أن تهدأ الأمور نسبيا سيدور النقاش حول الإسلام، وسيزعم البعض أن لدى الغرب "مشكلة إسلامية"، وسيتفقون مع زعيم حزب الاستقلال البريطاني اليميني نايجل فاراج الذي يزعم أن بريطانيا لديها "طابور خامس" من المسلمين يتربص بها، بينما سيحاول آخرون جرّ النقاش إلى اتجاه مختلف ويزعمون أن الدين ليست له علاقة بتلك الأحداث، وأن مرتكبي الجريمة مجرد مجرمين عاديين ولا يمثلون ملايين المسلمين الذين يعيشون بسلام بيننا. ونبهت الصحيفة إلى عدم الوقوع في حالة من الاستقطاب بسبب هذا الحادث، وأن نقاشا حقيقيا يجب أن يبدأ الآن، بينما لا يزال هناك وقت لأناس لديهم حسن النية للوصول إلى توافق معقول والبدء في البحث عن إجابات عما يسبب هذا التباعد بيننا وبين جيراننا المسلمين، لأنه لا يمكن النكوص مرة أخرى إلى حجة أن الإسلام دين بني على الكراهية، كما لا يمكن الاستمرار في التظاهر بأنه لا يصبح سببا للانقسام داخل مجتمعاتنا. ومن جانبها، علقت صحيفة غارديان بأنه لا ينبغي إلقاء ملامة هذه المجزرة على مسلمي فرنسا الذين روّعهم هؤلاء المجرمون ووجدوا أنفسهم يواجهون رد فعل عنيف. وعزت الصحيفة سبب الهجوم إلى رواسب تاريخية قبل نحو نصف قرن، وأنه لا يزال هناك شعور قوي بالاستياء بين المجتمعات المغتربة التي تعيش في المناطق السكنية بضواحي العاصمة الفرنسية، وكثير منهم مسلمون أصلهم من شمال أفريقيا ويشكون من أن التمييز ضدهم يمتد إلى كل ميادين الحياة، من السكن والعمل إلى حق التعبير الديني. وأشارت الصحيفة إلى أن خطاب الكراهية ضد الدين ساد في فرنسا الحديثة ويتم التلاعب به لأغراض سياسية من قبل اليمينيين واليساريين، كما أن سياسة الهجرة تشكل جزءا أساسيا لكل هذا الخطاب. وفي السياق، كتبت صحيفة غارديان أيضا أن المشتبه به الرئيسي في الهجوم على الصحيفة الفرنسية الساخرة كان عضوا نشطا في شبكة فضفاضة من المتشددين الفرنسيين لأكثر من عشر سنوات وامتدت من سوريا إلى بريطانيا. وأشارت إلى أن شريف كواشي (32 عاما) كان قد سجن لمدة 18 شهرا لدوره في شبكة إرسال متطوعين للقتال إلى جانب مقاتلي القاعدة في العراق بين عامي 2003 و2005، وقد تم التحقيق معه لتورطه في خطة لتهريب متطرف مخضرم من السجن عام 2010. الحريات المدنية وفي سياق متصل، أوردت الصحيفة نفسها أسماء ضحايا الهجوم ال12، وهم ستيفان شاربونييه (47 سنة) رئيس تحرير الصحيفة، وجان كابو (75 سنة) من أشهر رسامي الكاريكاتير في فرنسا، وأيضا رسام الكاريكاتير جورج وولينسكي (80 سنة)، ورسام الكاريكاتير برنار فيرلاك (58 سنة)، وبرنار ماريس (68 سنة) وهو اقتصادي وصحفي، وفيليب أونور (73 سنة) رسام، وميشيل رينود صحفي زائر بالصحيفة، وإلسا كايات الأنثى الوحيدة بين الضحايا في الهجوم وكانت محللة نفسية، وأحمد مرابط شرطي بمخفر الشرطة المحلي بالقرب من الصحيفة، ومصطفى أوراد مدقق لغوي، وفرانك برينسولارو (49 سنة) حارس أمن بالصحيفة، وفريدريك بواسو عامل صيانة بمبني الصحيفة. ومن زاوية أخرى، علقت صحيفة إندبندنت في افتتاحيتها أن طبيعة الهجوم تبرز التحدي الذي تواجهه وكالات الاستخبارات، لأن "الإرهابيين" تصرفوا بطريقة منسقة، حيث كانت خطتهم بسيطة لم تلفت الانتباه قبل تنفيذها، وأردفت أن الرد على هذه المذبحة ليس معناه منح صلاحيات أكبر لأجهزة الاستخبارات على حساب الحريات المدنية. أما افتتاحية صحيفة تايمز، فترى أن التطرف الإسلامي محكوم عليه بالفناء، وأن من واجب علماء الدين والسياسيين المسلمين تبني دور جديد لنزع فتيل التطرف بين أتباعهم.