أعلن البيت الأبيض أن الرئيس باراك أوباما اتصل هاتفيا الاثنين بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لبحث الترتيبات الخاصة بعقد قمة أميركية-خليجية مقررة هذا الأسبوع في كامب ديفيد، وذلك بعد إعلان الرياض أن الملك قرر عدم حضور القمة. ويلقي غياب العاهل السعودي عن اجتماعات واشنطن بظلال ثقيلة على العلاقات الأميركية الخليجية. حيث يرى مراقبون أن غياب قادة بعض دول مجلس التعاون الخليجي يبعث برسالة إلى إدارة الرئيس أوباما تفيد باستياء الخليجيين من إبرام صفقة مع إيران. ويقول لاري هاس المسؤول السابق في البيت الأبيض والباحث في مجلس السياسات الأميركية الخارجية إن القمة كشفت عمق الهوّة بين دول الخليج وإدارة أوباما. ويضيف لراديو سوا "لقد كانت هذه القمة تمثل أهمية أكبر في السابق عمّا هي عليه الآن، فقادة السعودية تراجعوا عن الحضور، وحذا قادة دول أخرى مثل البحرين والإمارات حذو المملكة. ولذلك فهذه الاجتماعات ستكون على مستوى أقلّ مما أُعدت له، وإن دل ذلك على شيء فيدل على عمق الهوة بين دول مجلس التعاون والولاياتالمتحدة وهذا تطور مثير للقلق". وقال مسؤولون أميركيون إن الاجتماع بين الرئيس أوباما والقادة الخليجيين سيتضمن بحث سبل تعزيز التعاون الأمني ومنظومة الدفاع الصاروخي وتطوير قدرات دول الخليج للدفاع من الصواريخ الباليستية والتي تعمل مع الولاياتالمتحدة لضمها كلها في آلية واحدة تستطيع أن تحمي المنطقة، إضافة إلى بحث قضايا مكافحة الإرهاب. وأضاف المسؤولون أن القادة سيبحثون معا سبل تقوية قدرات الحكومات ضد مخترقي المواقع الإلكترونية. ويعتقد هاس المسؤول السابق في البيت الأبيض أنه قد يتم توقيع بعض الاتفاقيات في القمّة، لكنّ الخلافات ستبقى قائمة، ويضيف "قد يرسل الرئيس أوباما بعض الإشارات لدول المنطقة ويبيع الأسلحة لدول الخليج بهدف تعزيز قدراتها في الدفاع عن نفسها، ولكن لن يكون هناك اتفاق دفاعي شامل. وفي نهاية المطاف هناك خلاف أساسي بين الطرفين. فالرئيس أوباما يريد تغيير شكل العلاقات مع إيران في حين لا تعتقد دول الخليج أن هناك إمكانية لتحويل إيران إلى دولة متعاونة". بدوره نفى المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست ما أشيع عن أن عدول الملك السعودي عن المشاركة في قمة الرياض هدفه توجيه رسالة إلى واشنطن. وقال "إذا كان الأمر كذلك فإن الرسالة لم تصل"، مضيفا أن "خطط السفر لا علاقة لها البتة بجدول الأعمال المقرر لقمة كمب ديفيد". وصرح إيرنست بأن الاجتماع المقبل في كامب ديفيد بين الرئيس أوباما وزعماء الخليج سيناقش التعاون الأمني بين الجانبين وتطويره، كما نفى وجود خلافات بين الرياضوواشنطن أدت إلى إيفاد العاهل السعودي ولي عهده نيابة عنه لحضور الاجتماع