بعث رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة برقية تعزية لأسرة الفقيد المجاهد محمد ملوح الذي وافته المنية يوم الأربعاء إثر صراع مع المرض. و جاء في البرقية "تلقيت بتأثر شديد نبأ انتقال الأخ المجاهد المرحوم محمد ملوح إلى رحمة الله وعفوه, بعد حادث المرور المروع الذي جعله لا يقوى على الحركة, وأقعده الفراش ردحا من الزمن, عانى فيه ماعانى من الألم والشدة, وهو الذي كان ممتلئا نشاطا وحيوية, مقبلا على عمله باجتهاد وجدية". و أضاف الرئيس بوتفليقة مستذكرا شخصية الفقيد "لم أره طوال الأعوام التي قضاها في وزارة الشؤون الخارجية إلا مبتهجا للحياة, محبا لأصدقائه الذين كانوا يبادلونه المحبة والوفاء, وينسق معهم الآمال للمستقبل الذي كانوا يحلمون به سعداء". و أعرب رئيس الجمهورية عن آساه لوفاة المرحوم وهو بعيد عن وطنه "الذي أحبه, وناضل من أجله, منذ أن كان يافعا الى أن استوى رجلا". كما ذكر بمسيرة المرحوم في صفوف جيش التحرير الوطني, حيث "تخصص في المواصلات اللاسلكية وعلمها لكثير من المجاهدين, كما برع في استعمال مختلف الأسلحة و درب عليها أفواجا من أفراد جيش التحرير". و بعد أن وضعت الحرب أوزارها "استمر في نضاله لخدمة وطنه في مجال الدبلوماسية متقلبا في عدة مناصب عليا, وسفيرا ناجحا في كثير من بلدان العالم", يتابع الرئيس بوتفليقة. و استرسل رئيس الجمهورية مخاطبا أسرة الفقيد: "لكن ما كل ما يتمنى المرء تجري به الأقدار التي شاءت أن يرحل عن دنيانا ولما يزل أمله كبير في الحياة وعزاؤنا فيه أنه عاد إلى وطنه ليحتضنه ثراه كما احتضن العديد ممن سبق من رفقائه الشهداء". و خلص الرئيس بوتفليقة في برقيته "فالله أسأل أن يبوئه منزلا مباركا في جنات النعيم, وأن يمطره بوابل من خزائن رحمته التي وسعت كل شئ, وأن يجزيه جزاء الأبرار من عباده المخلصين, كما أسأله جل وعلا أن يرزق جميع أفراد أسرته وأهله و أقربائه ورفاقه في السلاح الصبر الجميل, ويعوضهم فيه الخير الكثير, إنه سميع مجيب الدعاء".