لم تمنع الحوداث المأساوية التي شهدتها سواحل عنابة قبل أسبوعين والتي خلفت قتيلين و18 جريحا، جحافل ''الحرافة'' من مواصلة مغامراتهم نحو جزيرة سردينيا الإيطالية، بدليل أن وحدات حراس السواحل أحبطت في ساعة متقدمة من فجر أمس الأربعاء محاولة للهجرة غير الشرعية لفوج يتشكل من 22 عنصرا، من بينهم ''حراف'' فوق العادة وهو شيخ يبلغ من العمر 70سنة. يسكن بحي لاكولون بوسط مدينة عنابة، ويتعلق الأمر بالمدعو (ب. الطاهر) الذي أكد عند التحقيق معه بأنه قرر خوض تجربة الهجرة السرية بعد عجزه عن مسايرة غلاء المعيشة، في ظل الارتفاع الفاحش في أسعار المواد الاستهلاكية عشية شهر الصيام، إضافة إلى غلاء تكاليف العلاج المنتظم كل شهر مقابل ضعف منحة الشيخوخة التي يتحصل عليها ليصبح بذلك الشيخ الطاهر أكبر ''حراف'' يتم توقيفه بسواحل عنابة. وذكر رئيس البحرية لحراس الشواطئ، عبد العزيز زايدي، ل''البلاد'' بأن فرق البحرية كانت في دورية عادية لتتفطن فجأة لوجود قارب صيد تقليدي الصنع في عرض البحر قبل أن تسند مهمة الملاحقة للوحدتين العائمتين 344المطارد و 360المنتصر، حيث تم توقيف القارب على مسافة ميلين بحريين إلى الشمال الشرقي من رأس الحمراء دون أن يقوم ''الحرافة'' - حسب محدثنا- بأية مقاومة، إذ أنهم خضعوا لتعليمات وأوامر أعوان البحرية وسلموا أنفسهم، ليتضح إثرها بأن القارب كان على متنه 22 عنصرا تتراوح أعمارهم ما بين 20و70 سنة من بينهم 12شخصا ينحدرون من عنابة، أحدهم شيخ في السبعين من العمر، والذي تحدى عامل السن وأصر على مرافقة مجموعة من الشبان من سن أحفاده وأبنائه وهذا بنية الهروب من الحالة الاجتماعية القاهرة التي يمر بها. في حين ضم الفوج ايضا 7 شبان جاؤوا من قسنطينة و4 آخرين قدموا من الجزائر العاصمة وقد دفع كل واحد منهم مبلغا ماليا يتراوح ما بين 15ألف دينار و8 ملايين سنتيم لتنطلق الرحلة من شاطئ ''سيبوس'' في حدود منتصف ليلة الثلاثاء الى الأربعاء على متن قارب صيد تقليدي الصنع، طوله 8 أمتار، مزود بمحرك ميكانيكي من نوع ''سوزيكي'' بقوة 40حصانا، لكن المغامرة توقفت عند الساعة الثانية من يوم أمس الأربعاء بعد قطع ميلين بحريين فقط ليتم إثرها اقتياد ''الحرافة'' الموقوفين الى مقر المحطة البحرية الرئيسية لاستكمال إجراءات الفحص الطبي وكذا التحقيق الابتدائي قبل إحالتهم في ساعة متأخرة من مساء أمس على وكيل الجمهورية لدى محكمة عنابة الابتدائية.