ذكرت صحيفة «سودان تربيون» نقلاً عما أسمتها مصادر رسمية مساء أمس أن قتالاً عنيفاً اندلع داخل القصر الرئاسي في جنوب السودان، حيث حاول الرئيس سلفا كير اعتقال نائبه الأول، رياك مشار. وقال الناطق باسم مشار، جيمس جاتديت داك إن قتالاً عنيفاً يدور بالقرب من القصر الرئاسي في جوبا ونحن نتكلم. وأضاف أن القتال بدأ خارج القصر عندما فتحت قوات الأمن التابعة للرئيس كير النار على الحرس الشخصي لنائب الرئيس الأول، رياك مشار، الذي كان داخل القصر لحضور اجتماع رئاسي. وبحلول اليوم، تكون قد مرت خمس سنوات على استقلال جنوب السودان، ولكن ليس هناك ما يستحق الاحتفال. فاتفاق السلام الذي يفترض أن ينهي الحرب الأهلية المدمرة لا يزال هشاً والبلاد على شفا المجاعة. وقتل عشرات الآلاف معظمهم من المدنيين منذ نهاية 2013 واندلاع الحرب الأهلية التي اجتاحت الدولة الفتية ودمرت اقتصادها، ما دفع الحكومة الى إلغاء الاحتفال للمرة الأولى. ودعت مجموعة الأزمات الدولية "انترناشونال كرايزيس غروب" التي تهتم بالأزمات في العالم، الدول الراعية لاتفاق السلام إلى التحرك بشكل عاجل من أجل إنقاذ الاتفاق والحيلولة دون أن تغرق البلاد مجدداً في نزاع أوسع. ووقع اشتباك مساء أول من أمس في جوبا بين وحدة المتمردين السابقين المتمركزة في العاصمة وجنود من الجيش الشعبي الموالي لسلفا كير أسفر عن مقتل خمسة جنود، وهو ما يؤكد هشاشة اتفاق السلام الموقع صيف 2015. ونجم عن المعارك أزمة إنسانية واسعة مع اضطرار مليوني شخص على الهرب من قراهم. وبات نحو خمسة ملايين، أي أكثر من ثلث السكان، يعتمدون على المساعدات الغذائية الطارئة. وقال المحامي المختص بحقوق الإنسان ديفيد دنق: إن ظروف الحياة لم تكن يوماً بمثل هذا السوء في جنوب السودان، متحدثاً عن تضخم خارج عن السيطرة واستمرار المعارك وعن الجوع وعن تعمق الريبة بين أطراف النزاع. وأضاف : أخشى أنه إذا لم يتم تقويم الوضع بسرعة أن نغرق مجدداً في نزاع بمثل قسوة الحرب التي استمرت 22 عاماً مع السودان، قبل نيل جنوب السودان استقلاله.