لا يزال الجدل قائما حول موعد إفراج الحكومة عن هبات منكوبي ولاية اللشف في الوقت الذي استعادت فيه 18316 عائلة منكوبة الذكرى ال32 لأعنف زلزال ضرب في العاشر أكتوبر 1980 مدينة الأصنام وما جاورها وخلف أكثر من 4000 قتيل وشرد مئات الآلاف وسبب أضرارا مادية جسيمة. وقد تجددت مشاعر السخط في اوساط قاطني البنايات الجاهزة وساد شعور قوي بالحرمان والإهمال نتيجة تخلي الدولة عنهم وادارة ظهرها لآلاف المنكوبين الذين يقطنون في بيوت تعدى عمرها الافتراضي وصارت غير صالحة للإيواء لحملها الكثير من المواد الكيماوية السامة. المنكوبون استعادوا امس من جديد على غرار الاعوام السابقة الذكرى الأليمة التي مرت عليها 32 سنة بالتمام والكمال وسط حالة من الحزن والألم خيمت عليهم لشعورهم بالإهمال وتراجع وعود السلطات الرسمية عن وعودها التي اطلقتها عشية الانتخابات التشريعية الماضية القائمة على منح كامل المنكوبين اعادة 128 مليون سنتيم لكل عائلة من أجل استبدال الشاليهات بمساكن صلبة وإعادة الاعتبار لعمران الولاية من جديد. هذا التراجع الرسمي عن التكفل بالمنكوبين في الأمد القريب ساهم في تباعد المواقف وأجج من جديد مشاعر الغضب الشعبي وألهب جمهور المنكوبين الذين رفضوا على غير العادة أمس إحياء “طقوس" النكبة وفضلوا إرسال اشارات تحذير للسلطات العمومية بالإسراع في تنفيذ وعودها المالية أي منحهم 1.2 مليون دينار ودعم المبلغ بمضاعفات أخرى وعدم اجترار الوعود مرة اخرى في ظل الثقة المهزوزة بين السلطات والمنكوبين. في هذا السياق قال محمد يعقوبي رئيس تنسيقية البنايات الجاهزة ل«البلاد" أن الذكرى 32 لوقوع زلزال الاصنام لا تكاد تختلف عن نظيراتها السابقة وأن الأمور بلغت الى درجة استغلال المنكوبين في كل مناسبة وطنية لإطفاء جذوة غضبهم لتمرير ما تريده السلطات على غرار الانتخابات التشريعية الفارطة، مؤكدا أنه لاشيء تحقق على أرض الواقع فلا 100 مليون سنتيم ولا اعانة 1.2 مليون دينار ولا حتى مطالب التنسيقية القائمة على الإصرار القوي على رفع الاعانة الى 2 مليون دينار، لافتا الى أن الحكومة أدارت ظهرها لآلاف المنكوبين القاطنين في “غيتوهات" لا أكثر ولا أقل. أما بخصوص الاعانة التي أعلن عنها والي الشلف في اجتماع ضم قبل شهرين أعضاء التنسيقية فقال يعقوبي إن المبلغ على قلته مقارنة بالاسعار الفاحشة لمواد البناء مثلما هوالحال للأسمنت والحديد، لم ير النور ولم يتم الافراج عنه وهوما اعتبره حبرا على ورق. وبحسب محدثنا، فان قضية التكفل بالمنكوبين بمناسبة الذكرى 32 لزلزال الأصنام، عادت مجددا على طاولة النقاش بين جمعيات الأحياء وأخذت حيزا معتبرا من الحديث من قبل ضحايا الزلزال والأسر التي راحت ضحايا الادارة السابقة التي زجت بالعشرات من ابنائها في السجون على خلفية انتفاضة الربيع الأسود لعام 2008، مضيفا أن الوضع المرتبك على الصعيد الاجتماعي في الولاية لن يعدم نظيره على صعيد ملف البنايات الجاهزة الذي يبقى سلم أولويات سكان المدينة أمام وجود 18 316 عائلة تقطن في “براريك قاتلة" أفرزت العديد من الأمراض المزمنة على غرار السرطان بعدما أحصت منظمات طبية وجود 60 في المائة من قاطني شاليهات الشلف يرقدون في مصحات مكافحة السرطان بالبليدة والجزائر العاصمة. تنسيقية البناءات الجاهزة جددت مطلبها للمرة “ن" بضرورة تحرك الجهات الحكومية لإعادة النظر في الإعانات “الرخيصة" والبدء في التحاور مع الاطراف المعنية لإيجاد حلول عاجلة لملف “الشاليهات" الذي لا يزال يقتل العائلات في صمت. تجدر الإشارة الى أن جامعة الشلف نظمت ملتقى وطنيا حضره خبراء في الهندسة المدنية حول المخاطر الزلزالية موازاة مع الذكرى 32 وأجمع الخبراء على خطورة بناء المباني والهياكل القاعدية فوق عقارات ومواقع غير مضادة للنشاط الزلزالي ونبهوا الجميع إلى خطورة الأمر وأن المشاريع التي تقام على مواقع شبه زلزالية تبقى تشكل خطرا وأنها تظل تثير علامات استفهام كبيرة.