^ التقرير يقر بفشل الإصلاح في المنظومة التربوية خالد العلوي أكد مجلس ثانويات الجزائر أن المدرسة الجزائرية تعرف انحرافا جد خطير، أصبح يهدد المنظومة التربوية ككل. وفي تقريره الذي أصدره مؤخرا، أشار “الكلا" إلى الحالة الكارثية التي تعاني منها المدرسة الجزائرية، من عنف وإجرام و«بلطجة" بلغت مستويات قياسية في الآونة الأخيرة. كما حذر التقرير الذي حصلت “البلاد" على نسخة منه، من الآثار الاجتماعية المترتبة عن تفكك المدرسة، داعيا الوصاية والحكومة إلى وضع خطة طوارئ للحد من الكوارث التي تحدث في مدارسنا. وأضاف المجلس أن المؤسسات التربوية في الجزائر تعمل الآن على تشكيل “معوقين ذهنيا"، وهذا بعد أن أصبحت تهمش العديد من القيم الأخلاقية والثقافية والاجتماعية. كما أكد أن الطالب لم يعد يفرق بين المدرسة والمعلم والشارع. من جهة أخرى، أوضح المجلس أن تدخل الآباء وجمعيات الأولياء في شؤون المدارس، أصبح سلبيا ومعرقلا بدل ان يكون مساعدا، حيث تحول اهتمامهم بانشغالات التلاميذ إلى الرغبة في قيادة المدرسة والتدخل في شؤونها. وسلط التقرير الضوء على الاعتداءات المتتالية على المعلمين، من شتم وضرب، والكثير من الاعتداءات لا يتم التصريح بها. وقد ندد مجلس ثانويات الجزائر، بالمعارك التي تحدث بين العصابات أمام المؤسسات التربوية، حيث تستعمل فيها جميع الأسلحة البيضاء وكثيرا ما يكون التلاميذ أبطال هذه المعارك ومنظوين ضمن هذه العصابات. الاكتظاظ أحد المشاكل العالقة من بين النقاط السوداء التي أشار إليها التقرير، مشكل الاكتظاظ الذي أصبح أكبر هاجس يواجهه المعلمون، في ظل تنامي الضغط على المؤسسات القديمة وتأخر تسليم الحديثة منها. وأكد “الكلا" أن هذه الظاهرة تعتبر وطنية، لأن جل المؤسسات عبر القطر تعاني من هذا المشكل، مضيفا أن النداءات والمطالب المرفوعة إلى السلطات المعنية بضرورة اتخاذ إجراءات فعلية وميدانية وليس مجرد الإدلاء بالتصريحات الجوفاء، على غرار تلك التي قدمها بعض المسؤولين، والتي تشير إلى أنه تم الحد من هذه الظاهرة في العديد من الولايات. ليس هناك إصلاح بل مجرد تكرار بصيغ جديدة أشار مجلس ثانويات الجزائر إلى أنه ليس هناك إصلاحا فعليا للمنظومة التربوية في الجزائر، رغم الادعاءات بنجاح الإصلاح، حيث تم تفكيك الثانويات التقنية، وهو من أكبر الأخطاء التي ارتكبتها الجزائر منذ الاستقلال، حسبه. وطالب المجلس من الحكومة اتخاذ إجراءات جدية، لتطبيق الإصلاح، كما أشار إلى ضرورة مراجعة المناهج المتبعة في إجراء امتحان الباكالوريا، خصوصا مع الضغط الهائل الذي يعاني منه الطلبة في ظل الضغط الكبير على الطلبة. نقص المساعدين التربويين وراء تنامي ظاهرة العنف أوضح المجلس أن هناك نقصا فادحا في عدد المساعدين التربويين، مؤكدا أن جميع المؤسسات التربوية تشكو هذا النقص، وهو ما يزيد حسبه من مستوى العنف وحدته داخل المدارس. كما أبرز “الكلا" في ذات التقرير النقص الكبير في عدد المشرفين بالجزائر، وقال إن الإضرابات المتواصلة في قطاع التعليم وضعف المستوى بالنسبة للمعلمين أثرت سلبا على التلاميذ، مشيرا إلى التراجع الكبير لدور المدرسة العليا للأساتذة في تكوين هؤلاء وتأطيرهم مقارنة بالسنوات السابقة، ناهيك عن المناهج المطبقة والتي أثبتت عدم صلاحيتها عكس ما يشاع عنها.