أبدى رئيس حركة مجتمع السلم تخوفا بالغا من مصطلح ''الجمهورية الإسلامية'' وفق الصورة المتداولة حاليا، بيد أنه فضّل قيام دولة جزائرية ديمقراطية اجتماعية ضمن إطار المبادئ الإسلامية التي نصّ عليها بيان الفاتح نوفمبر· ولم يخف أبوجرة سلطاني، في حوار مطول لجريدة إيلاف الالكترونية، تفاؤله بأن تكون سنة 2010 سنة وصول حركته إلى سدة الحكم في الجزائر، وهي السنة التي تتزامن ومرور الذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر وهذا بتحول الراية من جيل الثورة الى جيل الاستقلال الذي يزعم أبوجرة أنه من جيله· ورغم الأمل الذي انطبع لدى ابوجرة، إلا أنه تحاشى ان يكشف عن حظوظ حركته في استحقاقات 2012 لما قد يحصل من متغيرات· كما دافع رئيس حمس عن النتائج التي حققتها حركته باكتساب 110 بلدية و5 وزراء و1800 منتخب· ورفض ابوجرة إطلاق وصف ''إفلاس المشروع الإسلامي'' مقارنة بالنتائج المحققة وأكد على الطفرة المحققة بالقول ''إذا كان هذا إفلاس فنحن نرحب بهذا الإفلاس··· ونقول إن الزمن بيننا وبين هؤلاء الذين يلوّحون بأنّ المشروع الإسلامي قد انتهى''· وفي هذا الإطار، رفض ابوجرة الخوض في واقع الحركة الإسلامية بصفة عامة قائلا ''لا أملك أن أتكلم عن الحركة الإسلامية، بل أتكلم عن حركة أترأسها وأديرها، أما غيرها من التشكيلات الإسلامية فيمكن طرح السؤال على قادتها''· ونفى أبوجرة بصفة قطعية أن يكون الرئيس بوتفليقة ينوي توريث الحكم مثلما ليس هناك تبني رسمي لحزب ينشأ برئاسة بوتفليقة أو واحد من إخوته· وحسبه فإن الذين يدندنون حول هذا الموضوع، يريدون فقط إسماع أصواتهم للرئيس أو للرأي العام، لعلّ الظروف تكون مناسبة للخروج بحزب قد يجد مكانه في الساحة السياسية، ورحب أبوجرة بميلاد طبيعي لأي حزب سياسي في الجزائر سواء بزعامة أخ الرئيس أو بزعامة غيره من الناس· ودافع أبوجرة عن التحالف ونفى أن يكون سببا في الركود الحاصل، مؤكدا ''أن لا ركود في الجزائر''، وأضاف معللا ''قوى المعارضة لم تستطع توحيد صفوفها وظلت مشتتة ولم تستطع أن تقيم ائتلافا للمعارضة، لكن نأسف للمعارضة التي تقول إنّها معارضة أو تزعم أنّها معارضة، لم تستطع أن توحّد صفوفها، لم تستطع أن تؤلف جهودها، لم تستطع أن تبلور رؤية للمعارضة حتى داخل قبة البرلمان''· ويشدد ابوجرة أنه ماض في تحالفه مع بوتفليقة· وعاد رئيس حمس في حواره للأزمة التي أصابت الحركة بعد مؤتمرها وأرجع سبب ذلك إلى عدم تقبل بعض القيادات التي لم تجد مكانا لها في المؤتمر الرابع بفعل عدم تزكيتها من أبناء الحركة على حد تعبيره ما جعلهم ينفصلون عن الحركة الأم· وذكر ابوجرة أن انفصالهم لم يضر ودعا لهم بالتوفيق كي يكونوا شيئا مذكورا في الميدان، مشيرا إلى أن الأزمة التي حصلت لم تحدث قطيعة مع حركة الإخوان، كون أنّ لكل قطر خصائصه وأولوياته وحريته وبراءة ذمته السياسية والتربوية· وقال ''نحن لا نلتفت إلى الأصوات التي تريد أن تربطنا بأي جهة خارجية إطلاقا''·