دعت خديجة عرفات، شقيقة الرئيس الراحل ياسر عرفات المسؤولين إلى الكشف عن ملابسات وظروف وفاته الغامضة دون نبش قبره. وقال ماذا يفيد إعادة استخراج رفات أبو عمار الآن.. معاقبة من فعل هذا الشيء لا تتم إلا باستخراج رفاته؟؟"، مضيفة "إذا كانت القيادة تعرف من فعل ذلك فهي تستطيع محاسبته بأسلوبها الخاص دون اللجوء إلى نبش قبره". وفي ذكرى استشهاده؛ تستذكر خديجة شقيقها الراحل الذي كان يسعى إلى أن يجعل الشعب يحب بعضه ويحب بلده قائلة "أذكر عندما جئت إلى غزة لأول مرة منذ 13 سنة قال لي بعد أن انتهى من صلاة الفجر كيف رأيتي غزة يا خديجة.. فضحكت فرد قائلا: يجب أن نعلم هذا الشعب كيف يحب بعضه حتى يحب بلده وجل ما لا يخطئ". وخديجة عرفات هي الشقيقة الوحيدة المتبقية على قيد الحياة من اشقاء الرئيس الراحل حيث تقطن غزة منذ عودتها في عام 1994 وتدير إلى اليوم مؤسسة خيرية. وجدد ناصر القدوة مدير مؤسسة ياسر عرفات وابن شقيقة الزعيم الفلسطيني الراحل، رفضه لفكرة نبش قبر خاله معتبرا أنها "فكرة بغيضة". وقال القدوة في حفل خطابي في الذكرى الثامنة لوفاة عرفات "مؤخرا خرج علينا البعض بفكرة بغيضة، هي نبش قبر الرئيس الراحل وتدنيس قبره والمساس برمزيته"، مضيفا "الجميع بات مدركا تماما أن القائد المؤسس تم اغتياله من قبل إسرائيل بالسم، والشواهد والدلائل كانت كثيرة، وتضمنت قرارات رسمية من الحكومة الإسرائيلية بإزاحة عرفات". وأكد القدوة أن "التقرير الطبي الذي صدر عقب وفاة عرفات أكد بوضوح أن حالته المرضية لا يمكن تفسيرها وفق علم الأمراض، وأكد ذلك ما اكتشف مؤخرا من وجود البولونيوم المشع في ملابسه". وكان مختبر في سويسرا كشف مؤخرا وجود مادة البولونيوم المشع في بعض ملابس عرفات، وهو الأمر الذي يعزز فرضية تسميمه. وعلى الإثر تقدمت عقيلته سهى الطويل إلى محكمة فرنسية بطلب التحقيق في سبب وفاة زوجها، ووافقت المحكمة على ذلك. كما وافقت السلطة الفلسطينية التي فاجأتها مبادرة سهى عرفات، على نبش الرفات "شرط موافقة أرملته وابن أخته ناصر القدوة الذي يمثل العائلة". وفي الأثناء، أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس، الاستعانة بخبراء من الحكومة الروسية للمشاركة في التحقيق بوفاة الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات. وقال خلال احتفال في رام الله لإحياء الذكرى الثامنة لوفاة عرفات "منذ رحيل الأخ أبو عمار (عرفات) المفاجئ والغامض قبل ثماني سنوات، لم نأل جهدا للبحث والتنقيب والتحقيق لمعرفة الحقيقة"، مضيفا "شكلنا لجانا لم يتوقف عملها طيلة هذه السنوات، تتعاطى بكل الجدية والمسؤولية مع أي جديد يظهر في هذه القضية الحساسة والهامة جدا لنا". وذكر عباس أن اتصالات تجرى مع المعهد السويسري والجانب الفرنسي بتنسيق تام مع خبراء من روسيا للمشاركة في نبش قبر عرفات وأخذ عينات من رفاته. وتابع أنه "سيتم فتح ضريح عرفات على أمل أن تظهر حقائق جديدة حول أسباب الوفاة، سنعلنها مباشرة لشعبنا وللرأي العام، فهذه قضية أكبر وأهم من أن تكون فرقعة إعلامية". كما تعهد الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الحفل التأبيني بمناسبة الذكرى الثامنة لوفاة الزعيم الفلسطيني الراحل بإعلان أي حقائق جديدة تتعلق سبب وفاته، واعتبر أن هذه القضية "أكبر وأهم من أن تكون فرقعة إعلامية كما فعلت الجزيرة" في إشارة إلى تحقيق أنجزته قناة "الجزيرة" القطرية وأعاد إلى الواجهة قضية ملابسات موت عرفات. من ناحية أخرى، بدأ الفلسطينيون إحياء الذكرى الثامنة لرحيل عرفات بمهرجان في مدينة رام الله بالضفة الغربية حيث أضيئت الشموع على ضريحه إيذانا ببدء فعاليات هذه الذكرى التي تحل في وقت لا يزال الغموض يلف ظروف وفاة عرفات بمستشفى بيرسي العسكري بفرنسا يوم 11 نوفمبر 2004. وفي تطور آخر، هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتصعيد الهجمات على غزة، ولم يستبعد وزير في حكومته عملية ضد القطاع، في أعقاب قصف إسرائيلي استشهد فيه ستة فلسطينيين على الأقل ووصفته إسرائيل بأنه رد على استهداف سيارة عسكرية. وقال نتنياهو في مستهل الاجتماع الأسبوعي لحكومته "على العالم أن يفهم أن إسرائيل لن تسكت بينما هناك محاولات لمهاجمتنا. ونحن على استعداد لأي تصعيد إذا لزم الأمر".