وكالات - مع إعلان شركة "موديرنا" الأميركية عن نجاح لقاحها الجديد في أحدث تجاربه السريرية، بدأت الأنظار تلتفت تجاه هذا الإنجاز الجديد، الذي يأتي بعد أيام من إعلان مشابه لشركتي "فايزر" الأميركية و"بيونتك" الألمانية. ومن الناحية العلمية، يتشابه اللقاحان في آلية العمل كثيرا، بينما يختلف الاثنان عن الأنماط السائدة التي تتبعها اللقاحات المعتادة. وكان من المتعارف عليه أن يتكون اللقاح بالأساس من فيروسات ضعيفة أو معطلة أو أجزاء من الفيروس، لا تسبب المرض للجسم بل تكتفي بإشعاره بالمرض، وتحفزه على إنتاج الأجسام المضادة التي تبقى بداخله مدى الحياة، وتدافع عنه ضد هذا الفيروس مستقبلا. أما لقاح "موديرنا" فيأخذ نهجا مختلفا، حيث يتكون من قطع صغيرة من الحمض النووي "mRNA" التي تحفز الجسم على إنتاج البروتين الموجود على سطح فيروس كورونا. وهذا البروتين، الذي يمنح فيروس كورونا شكله التاجي المميز، هو الذي يساعد الكائنات الدقيقة على التعلق بالخلايا البشرية في المراحل الأولى من المرض. وبمجرد إنتاج هذا البروتين الغريب في الجسم، يتوهم الجهاز المناعي بوجود الفيروس فيبدأ بإنتاج الأجساة المضادة، كما لو كان الإنسان مريضا بالفعل. وهذه الطريقة شبيهة بالطريقة التي يعمل بها لقاح "فايزر" و"بيونتك"، الذي أعلن عنه مؤخرا. ويتطلب كلا اللقاحين أخذ حقنتين، تفصل بين كل منهما عدة أسابيع. وأعلنت "موديرنا"، إن لقاحها يوفر حماية قوية ويعطي بارقة أمل وسط وضع قاتم عقب ارتفاع حصيلة الإصابات بفيروس كورونا في الولاياتالمتحدة وحول العالم.