استغرق الأمر أكثر من ستين عاما حتى تبوأت الولاياتالمتحدة مكانتها كقوة عالمية عظمى، لكن هذا الوضع يوشك على الانتهاء. هذا ما توصل إليه أحدث تقرير لإدارة الرئيس باراك أوباما الاثنين الماضي بعنوان “الاتجاهات العالمية 2030: عوالم بديلة”. وخلص التقرير الذي أصدره مجلس المعلومات الوطنية في تحليله للاتجاهات الجيوسياسية خلال 15 إلى عشرين عاما التالية، إلى أن الصين ستتفوق على الولاياتالمتحدة باعتبارها العملاق الاقتصادي والعسكري الأول في العالم بحلول عام 2030. وعلَّلقت صحيفة واشنطن تايمز على التقرير بالقول إن إدارة أوباما على قناعة بأن مجد الولاياتالمتحدة والغرب إلى زوال. ويتكهن المحللون بأن عودة الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي إلى معدلات نمو ما قبل عام 2008 مسألة بعيدة الاحتمال للغاية، على الأقل لمدة عشر سنوات قادمة بسبب ما تعانيه اقتصادات الغرب الضعيفة من عجز هائل في موازناتها وديون طاحنة. وأشارت الصحيفة ذات الميول اليمينية المتطرفة إلى أن الثروة والسلطة ظلت تنساب من الغرب إلى الشرق طوال العقود الماضية، وكانت الصين هي الرابح الأكبر حيث جاء بزوغ نجمها على حساب أمريكا. وقد حققت بكين فوائض تجارية ضخمة بالمضاربة في عملتها والإخلال بالمعايير الأساسية للعمل والبيئة، وفقا للصحيفة الأمريكية. كما ظلت أسواق الصين موصدة نسبيا في وجه البضائع الأمريكية، بينما تغمر المنتجات الصينية الرخيصة أسواق الولاياتالمتحدة. وكان من جراء ذلك أن تضاعف الإنتاج الصناعي للصين، وبات اقتصادها ثاني أكبر اقتصاد في العالم ولا يزال في طور النمو. ولقد تفادت القيادة الصينية إلى حد بعيد الأخطاء العديدة التي ارتكبتها الإدارات الأمريكية المتعاقبة. وأضحت الصين بالنسبة لأمريكا اليوم مثلما كانت الأخيرة لبريطانيا العظمى من قبل إذ باتت العملاق الدولي الصاعد. وعزت واشنطن تايمز في افتتاحيتها أسباب صعود الصين كذلك إلى أن اقتصادها يتبنى نظام رأسمالية الدولة مدفوعا بنزعة قومية شرسة، وهي منهمكة في بناء منظومة عسكرية عظيمة الشأن. فيما الصين تطالب بضم تايوان وجزر متنازع عليها مع اليابان والفلبين وفيتنام إليها. والهدف من ذلك واضح كما ترى الصحيفة وهو طرد الولاياتالمتحدة من منطقة المحيط الهادي في طريقها لكي تصبح “عملاقا متسلطا”.