أدت اشتباكات بين معارضي الرئيس مرسي ومؤيديه، أمس الجمعة، إلى وقوع 13 جريحاً، في محيط مسجد القائد ابراهيم في الاسكندرية. وهذا عشية الاستفتاء على الدستور في مرحلته الأولى والمقرر اليوم السبت. وأضاف شاهد عيان، بحسب ما نقلت وكالة رويترز، أن الحجارة والزجاجات الفارغة والأسلحة البيضاء استخدمت في الاشتباكات التي تلت هتافات ضد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين، بعد أن دعا خطيب الجمعة الشيخ أحمد المحلاوي للتصويت بنعم على مشروع الدستور. وكانت الاشتباكات التي بدأت بعد هجوم من خطيب الجمعة، المحلاوي، على المعارضين، ووصفهم بأنهم “ضللوا من جانب الإعلام”، تطورت إلى تراشق بالحجارة. إلى ذلك، لجأ المؤيدون إلى الاحتماء بالجامع، وتم إغلاق الأبواب منعاً لوصول الاشتباكات إليهم، بينما حاصر المعارضون أبواب الجامع، معلنين أنه تم احتجاز اثنين منهم داخل الجامع. وقال أحد مرافقي الشيخ المحلاوي، إن تلاميذ الشيخ تمكّنوا من حمايته وعزله في حجره منفصلة داخل الجامع لحمايته من الاشتباكات. ووصلت قوات الأمن بكثافة إلى أماكن الاشتباكات التي امتدت حتى طريق الكورنيش على ساحل البحر المتوسط. من جهته قال المهندس أبو العلا ماضى وكيل الجمعية التأسيسية، إن الجمعية تتعرض إلى افتراءات من الكذب والتضليل، وأن هيئة مكتب الجمعية لاحظت أن هناك كما من الأكاذيب والادعاءات غطت سماء الإعلام بهدف إثارة الفتن وتدعي أشياء لم تحدث وتذكر نصوصا لم تأت بالدستور. وأشار إلى أنه كان فى إحدى البرامج التليفزيونية فذكرت إحدى المذيعات وجود مادة كذبا فأخرج لها مشروع الدستور، وقال لها لو أخرجت المادة من هذه النسخة لكي منى خمسائة جنيه، فقامت وانصرفت قائلة: أنا سعرى خمسة آلاف جنيه. وأوضح أبو العلا ماضى أمام المؤتمر الصحفى الذى عقد اليوم بمجلس الشورى للجمعية التأسيسية، أنهم يدعون أن الدستور لا يصنع ديكتاتور، وإنما خفض صلاحيات الرئيس بنسبة 40٪. وأضاف يقولون إن الدستور يقسم مصر وأنا أتحداهم أن يأتوا بمادة تقسم مصر، وقال إن قرار الرئيس بتعيين رؤساء الهيئات الرقابية يأتى بعد موافقة مجلس الشورى، وتابع، قائلا: “إننا أطلقنا كل الحقوق والحريات ويتضمن الدستور حقوق لم تذكر من قبل”. واختتم حديثه، قائلا: “نحن نضع كل تاريخنا ومصداقيتنا أمامكم فقد عشنا معكم طوال ثلاثين عاما فى الحوارى والأزقة وتعرضنا للاعتقال، وهذا أفضل دستور عرفته مصر ومن يقول غير هذا مختلق وقائع، وهو كاذب”. في المقابل أشار الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية، إلى أن أى مشروع للدستور يؤدى إلى انقسام الشعب حوله لابد أن يكون سيئاً بطبيعته ولا يصلح للطرح فى استفتاء عام. وأضاف نافعة، على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، معلقا على بعض الآراء التي ترى الاستفتاء ب”نعم” على الدستور ثم تعديل ما به من عيوب، قائلا “هل يحق لرب أسرة أن يفرض على أسرته الانتقال والإقامة في منزل جديد معيب مقابل التعهد بإصلاح ما به من عيوب فيما بعد”، لافتا إلى أنه كان واضحا منذ البداية أن عيوبا خطيرة شابت جميع مراحل إعداد الدستور بدءا بمرحلة التصميم، وغداً تجرى محاولة لفرضه عنوة على النصف الآخر من الشعب.