وهران/ حسناء شعير سادت حالة من الفوضى واللا تنظيم سهرة افتتاح الدورة السادسة لمهرجان وهران للفيلم العربي بقصر المؤتمرات “أحمد بن أحمد”، وذلك أمام ظروف تنظيمية لم ترق إلى المستوى والوعود، ومشاركة هزيلة للنجوم وصناع السينما في العالم العربي. واقتصر الحضور على عدد من المخرجين والنقاد السينمائيين والممثلين الجزائريين المعتادين على غرار حسان كشاش وعبد الباسط خليفة وحمزة فاغولي وسعيد حلمي ومليكة بلباي وآخرين. وتعذر مشاركة كل من دعي من فناني الدول العربية سواء المصريون أمثال سامي العدل وانتصار وأحمد راتب، أو من سوريا مثل ديما قندلفت التي تشارك كعضو لجنة تحكيم الأفلام القصيرة، في حين انسحب كل من المصريين سامح الصريطي ورانيا فريد شوقي الذين دعيا كضيفا شرف، دقائق قبل انطلاق حفل الافتتاح الذي تأخر ساعتين عن موعده. وأصل الحكاية هنا، وفق ما رصدته “البلاد”، أن عون أمن منعهما من الجلوس بحجة عدم وجود كراس في الصفوف الأمامية وهو ما جعل الفنانين رفقة الممثلة وفاء الحكيم يعودون أدراجهم إلى الفندق عوض البقاء لمتابعة حفل افتتاح المهرجان الذي كانت محافظته للعام الثاني على التوالي ربيعة موساوي قد أكدت سابقا عزمها تدارك أخطاء دورته الخامسة، وتحسين ظروفه التنظيمية. ولم يظهر أثر لهذه الوعود خلال حفل الافتتاح الذي غابت عنه وزيرة الثقافة خليدة تومي. وعدا هذا، كرم في الحفل عدد من الفنانين والمشتغلين في قطاع السينما، الأحياء منهم والأموات، على غرار نورية قصدرلي وكلثوم وسيراط بومدين الذي تسلمت زوجته تكريمه، كما فعلت شقيقة الممثل الراحل رشيد فارس، ليتم تكريم باقي الفنانين تباعا من طرف الرئيس الشرفي للمهرجان أحمد بجاوي، وهم بوعلام بسايح والمجاهدة زهرة ظريف بيطاط و”رونيه فوتييه” ومحمد بن صالح والحاج بن صالح والمخرج الإيطالي “جيلو بونتيكورفو”. من ناحية أخرى، غادر جمهور القاعة المكان بمجرد الشروع في عرض فيلم الافتتاح “جاست لايك آوومن” أو “فقط كامرأة” للمخرج الجزائري رشيد بوشارب، وهو من إنتاج مشترك جزائري فرنسي أمريكي. ويصور هذا العمل قصة امرأتين تعيشان بمدينة “شيكاغو” بالولاياتالمتحدة؛ قررتا الفرار، حيث تهرب الأولى “مارلين” لتحقيق حلم حياتها والذهاب إلى مدينة “لاس فيغاس”، بينما تفر “سلمى” من اضطهاد عائلة زوجها. وعلى مدار 96 دقيقة، يكتشف الجمهور دورا جديدا للفنانة شافية بوذراع في دور أم الممثل رشدي زام الذي مثل بدوره شخصية “مراد” يدير رفقة أمه المتسلطة وزوجته “مونية “محلا للمواد الغذائية في مدينة “شيكاغو” بالولاياتالمتحدة. وتبرز قصة الفيلم مظاهر تسلط الأم، حيث يتعرض “مراد” وزوجته لمضايقاتها بسبب عدم إنجاب “مونية” للأطفال وبحثها الدائم عن تعاويذ للخصوبة وهو ما أدى بها لمغادرة بيتها، حيث تلتقي بإحدى زبائنها “مارلين” التي غادرت بدورها المنزل فارة من خيانة زوجها. ودفع حب المرأتين للرقص الشرقي إلى قطع جزء من الولاياتالمتحدة لإجراء تجارب فنية وتقديم عروض والهروب من الواقع. ومن هنا، يرمز لظاهرة تصادم الأجيال بين أم متسلطة محافظة والابن الذي يحمل الأفكار الغربية المتحررة ويتطلع وزوجته لعالم يختلف عن عالم الأم.