الأخضر الإبراهيمي يصل إلى دمشق برا بسبب المعارك في مطارها الدولي أكد نشطاء سوريون أن مئات سقطوا بين قتيل وجريح في قصف لطائرة ميغ تابعة لقوات الأسد لمخبر في مدينة حلفايا في ريف حماه ، وأضاف الناشطون أن هذه المدينة التي سيطر عليها الجيش الحر مؤخرا شهدت المجزرة الأكثر دموية منذ بداية الانتفاضة على نظام الرئيس بشار الأسد ، حيث تجمع أمام الفرن أكثر من 2000 شخص انتظارا للحصول على حصتهم من الخبز بحكم معاناة عدة مدن سورية من أزمة حادة في المواد التموينية. كما أفاد ناشطون معارضون أن العشرات قتلوا في مدينة السفيرة بريف حلب جراء قصف الطيران الحربي بالبراميل المتفجرة. و بث ناشطون صوراً تظهر الدمار الهائل الذي تسبب به القصف في المنازل، إذ سويت المنطقة بالأرض . و ظهر في تسجيل آخر عملية انتشال جثث القتلى و الجرحى من تحت الأنقاض، فيما لم يتم تحديد أعدادهم بدقة من جهة أخرى عبر مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي أمس الحدود السورية اللبنانية متجها إلى دمشق برا، وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول بالجمارك اللبنانية. وكان الإبراهيمي وصل مطار بيروت قادما من القاهرة في طريقه إلى العاصمة السورية بسبب الوضع الأمني المتدهور والمعارك الدائرة بين قوات النظام والجيش الحر حول مطار دمشق وطريق المطار شبه المغلق. وفي السياق قالت قناة المنار اللبنانية التابعة لحزب الله إن الإبراهيمي سيلتقي الرئيس السوري بشار الأسد اليوم الاثنين. وأشارت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان إلى أن المبعوث الأممي استقبل بالمطار عبر ديريك بلامبلي الممثل المقيم للأمين العام للأمم المتحدة وسط تدابير أمنية مشددة داخل المطار، حيث لم يسمح للمصورين والإعلاميين بممارسة مهامهم. وذكرت الوكالة أن موكب الإبراهيمي غادر المطار وسط تدابير أمنية مشددة دون الإدلاء بأي تصريح. وكانت تقارير إعلامية تحدثت سابقاً عن زيارة قريبة للإبراهيمي إلى سوريا ووصفتها بأنها ستكون زيارة الإنذار الأخير. وتسربت أنباء أممية مفادها أن الإبراهيمي أبلغ وليام بيرنز مساعد وزيرة الخارجية الأميركية المكلّف بالملف السوري بأنه يعتزم الاستقالة في حال إخفاقه بمهمته، وتوفير الدعم العالمي لها خاصة من قبل موسكو. وقبل وصول الإبراهيمي ذكرت صحيفة "الثورة" السورية الرسمية أمس إن مهمة المبعوث الأممي تدور في حلقة مفرغة، متهمة إياه بأنه "قبل تفخيخ مهمته". وقالت إن "دمشق تدرك كما يدرك الإبراهيمي أن خط التصاعد في العقبات التي واجهها لم تكن وليدة التطورات وحسب بل كانت تنتصب في تحديها منذ قبوله لها، وقد لامس الأسابيع الأولى جذرها وأسها، ثم ما لبث أن غاص في التفاصيل التي أضافت إلى التحدي تعقيدات ناتجة عن التردد في تسمية الأشياء بمسمياتها، ووصل نهاية المطاف إلى الاكتفاء بتسجيل الملاحظات العابرة، وجاء تجواله المتواصل ليراكم من الملاحظات مقابل تراجع واضح في طرح الأفكار". وفي الإطار قال وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، السبت، إن المبعوث العربي والأممي إلى سوريا قد يزور روسيا قبل نهاية العام الجاري. طريق مسدود كما أشار الوزير الروسي إلى أن ما وصفها بالحرب الأهلية في سوريا وصلت إلى طريق مسدود، وأن الجهود الدولية الرامية الى إقناع الأسد بالرحيل ستبوء بالفشل. وقال لافروف للصحفيين على متن طائرة حكومية في طريق عودته لموسكو، عقب قمة روسيا والاتحاد الاوروبي في بروكسل، إن الرئيس السوري لن يذعن للضغوط التي يمارسها معارضوه أو الزعماء المتعاطفون معه في موسكو وبكين. وأضاف "لن ينتصر أحد في هذه الحرب، الأسد لن يذهب إلى أي مكان أيا كان القائل سواء الصين أو روسيا". وأوضح أن موسكو رفضت طلبا من دول بالمنطقة للضغط على الأسد للرحيل أو منحه ملاذا آمنا، محذرا من أن رحيله قد يؤدي لاحتدام القتال. وأضاف أن الأسد قال علنا بأنه لن يغادر حتى لو دعته روسيا والصين لأنه سيموت بسوريا. ونقلت تقارير إعلامية عن مبعوث الكرملين للشرق الاوسط قوله في وقت سابق الشهر الجاري إن المعارضين قد يهزمون قوات الأسد، وإن موسكو تستعد لإجلاء محتمل لرعاياها في أقوى مؤشر حتى الآن على أن روسيا تستعد لمرحلة ما بعد الأسد. جاء ذلك بعد دعوات من القوى الغربية وبعض الدول العربية للأسد بالتنحي قبل أن يجلب الصراع المستمر منذ 21 شهرا في سوريا مزيدا من الدمار، والذي يقول نشطاء ومنظمات حقوقية إنه أودى بحياة أكثر من 44 ألف شخص. وبالعاصمة السورية جدد وزير الإعلام عمران الزعبي دعوة حكومته للحوار مع ما سماها المعارضة الوطنية، ودعا "الجماعات المسلحة" لرمي السلاح قبل فوات الأوان. كما دعا الزعبي بمؤتمر صحفي أمس الأحد إلى التوقف عما ما أسماها خطابات التهويل بالإعلام الذي قال إن عصره انتهى وإن كل شيء بات مكشوفا، وقال "ما يقول عنه الثوار مجرد انتصارات وهمية أما السيطرة على الأرض فهي للدولة السورية". ونفى الوزير السوري دعم حكومته بالسلاح لحزب العمال الكردستاني الذي يقاتل الجيش التركي، مشيرا إلى أن لدى حكومته وثائق وأدلة بالأسماء والمناطق لمن يدعم "الجماعات المسلحة" ويدربها. تشهد تدفقاً لأنصاره.. وتعيش حياة الثراء طرطوس العلوية ستصبح عاصمة لدولة الأسد بعد سقوط دمشق قالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إن مؤيدي الرئيس السوري بشار الأسد يتقاطرون على مدينة طرطوس الساحلية التي أصبحت معقلا لهم، وبالنتيجة لا تزال بعيدة عن مشاهد الدمار والنار التي تعم معظم المدن السورية. وتنعم المدينة بهدوء لا تتمتع به بقاع كثيرة من سوريا، وساحلها الذي عادة ما يكون خاليا من المارة في فصل الشتاء، يزدحم بالعوائل التي تشغل المطاعم والمقاهي المنتشرة عليه. من جهة أخرى تضفي القاعدة العسكرية الروسية الصغيرة المتمركزة في المدينة شعورا بالطمأنينة ووجود منقذ في حال حدوث ما لا يحمد عقباه. وقالت الصحيفة إن معظم سكان طرطوس الجدد ينحدرون من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس الأسد، ومعظم النازحين إليها أتوا من دمشق وفضلوا السكن في شاليهات باردة مخصصة لقضاء فصل الصيف على البقاء في العاصمة التي تترقب معارك أكثر شراسة. وتنقل عن صحفي سوري التقى بعض العوائل النازحة إلى طرطوس قوله "من يدخل طرطوس يظن أنه في بلد آخر خارج سوريا، حيث تبدو المدينة آمنة وغير متأثرة بما حولها مطلقا". وعبّرت الصحيفة عن اعتقادها بأنه إذا سقطت دمشق فإن هناك من سيحاول استخدام طرطوس لخلق بلد جديد، ويذهب البعض إلى الاعتقاد بأن الأسد ونخبته الأمنية سينتقلون إلى طرطوس في حال خروجهم أحياء من معركة دمشق، وسيحاولون سلخ الساحل وإعلان دولة علوية فيه تكون طرطوس عاصمة لها. وأكدت أن هناك مؤشرات عديدة على وجود هذا السيناريو، ومنها إعلان محافظ طرطوس وجود خطط لتوسيع مطار المدينة الصغير ليصبح مطارا دوليا مجهزا. من جهة أخرى يوجد حول المدينة والجبال المحيطة بها -التي تعتبر موئل الطائفة العلوية- سلسلة من نقاط التفتيش التي تعطي صورة واضحة على محاولة السلطات إبقاء هذا الإقليم بعيدا عن محاولات الاختراق. وتقول مصادر الثوار السوريين إن كبار قادة الجيش والحكومة من العلويين أرسلوا عائلاتهم إلى القرى العلوية التي ينحدرون منها في طرطوس وما حولها، الأمر الذي جعلهم يصعدون من إجراءات الحماية التي تتمتع بها تلك المنطقة، حتى أصبحت كأنها معقل علوي محصن لا يخرج منه أحد ولا يدخل إليه أحد. كما يعتقد قادة المعارضة السورية المسلحة بأن النظام نقل أسلحة وعتادا إلى الساحل ومنطقة طرطوس واتخذ مواضع هناك، مستفيدا من التضاريس الجبلية الوعرة ووجود حصون كثيرة تعود إلى حقبة الغزو الصليبي التي يمكن أن تستخدم كحصون. يذكر أن سيناريو دولة علوية في الساحل السوري ليس بجديد، فقد خلقت سلطات الاحتلال الفرنسي لسوريا في عشرينيات القرن الماضي ذلك الكيان، ولكنه لم يدم طويلا واندمج في آخر الأمر بسوريا المستقلة. وكالات إسرائيل: الأسلحة الكيماوية السورية لا تمثل خطرا في الوقت الحالي قال مسؤول كبير بوزارة الدفاع الإسرائيلية أمس الأحد إن الأسلحة الكيماوية الإسرائيلية لاتزال آمنة على الرغم من أن الرئيس بشار الأسد فقد السيطرة على أجزاء من البلاد. وقال عاموس جلعاد لراديو الجيش الاسرائيلي إن الحرب الأهلية بين الاسد وقوات المعارضة التي تقاتل من اجل الإطاحة به وصلت الى طريق مسدود لكن الرئيس السوري لا يظهر اي بوادر على الاستجابة للدعوات الدولية للتنحي. وأضاف "لنفترض أنه (الأسد) رحل فيمكن أن تحدث فوضى… في الشرق الأوسط لا يمكن أن تعرف ابدا من الذي سيأتي بديلا. يجب أن نتحلى بالاتزان. العالم بأسره يتعامل مع هذا الأمر. في الوقت الحالي الاسلحة الكيماوية تحت السيطرة." وشعرت اسرائيل جارة سوريا من جهة الجنوب بالقلق من سقوط أسلحة كيماوية في أيدي اسلاميين متشددين او مقاتلين من حزب الله اللبناني وحذرت من أنها يمكن أن تتدخل لتحول دون حدوث هذه التطورات. وقالت دول غربية منذ ثلاثة أسابيع إن حكومة الأسد ربما تستعد لاستخدام غاز سام لصد مقاتلي المعارضة المتمركزين حول العاصمة دمشق والذين يسيطرون على ريف حلب وادلب في الشمال. وقال جلعاد "المعارضة لا تنتصر عليه وهو لا يهزم المعارضة غير أن المزيد والمزيد من أجزاء سوريا لم تعد تحت سيطرته وهذا هو ما يهم." ويتوغل مقاتلو المعارضة باتجاه الجنوب من معاقلهم في الشمال الى محافظة حماة بوسط البلاد. لكن الأسد رد بالمدفعية والغارات الجوية وقال حلف شمال الأطلسي إن النظام السوري استخدم صواريخ من نوع سكود. وكانت قوى غربية وبعض الدول العربية قد دعت الاسد الى التنحي لكن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قال يوم السبت إن الجهود الدولية لإقناع الرئيس السوري بترك الحكم ستبوء بالفشل وكان وزير الإعلام السوري عمران الزعبي قال في مؤتمر صحافي اليوم إن سوريا لا علم لها بزيارة الإبراهيمي. وقال الزعبي إن المشهد الوطني بالمجمل يشهد حراكاً سياسياً جدياً وحقيقياً داخل سوريا بين كل القوى الوطنية. وأشار الزعبي إلى أن ما يشاع ويبث يومياً من أخبار ميدانية ليست دقيقة وليست صحيحة في أكثرها، وأكد أن الحكومة السورية لديها إجابات على كل ما يقال. وأكد أن العصابات المسلحة والإرهاب موجودان في سوريا، تحت عنوان عريض اسمه "جبهة النصرة"، كما أشار إلى أن هؤلاء الإرهابيين ليسوا جدداً على الساحة السورية، وإنما هم موجودون منذ فترة ومدعومون ومدربون من قبل جهات عربية وإقليمية. وحول التحول في الموقف الروسي قال الزعبي إن موقف روسيا لم يتغير، وأشار إلى أن روسيا لا تتدخل في تفاصيل القرار السوري. وتابع أن الحوار الوطني يجري بين سوريين فقط، ومن رفض الحوار إنما هو يخاف منه، كما أشار إلى أن كل سوري يسلم سلاحه سيحاكم وفقاً للقانون، أما عن غير السوريين الذين حملو السلاح فإن محاكمتهم ستكون مختلفة.