تميزت سنة 2012 بالكثير من الإخفاقات التي عرفتها الرياضات الجماعية الجزائرية سنة 2012، وسط العديد من الخلافات بين المسؤولين والمهازل التي وصلت مسامعها إلى أطراف الدنيا لتأتي بعدها الميدالية الذهبية للشاب توفيق مخلوفي في أولمبياد لندن في مسافة 2012 لتغطي على العديد من المشاكل والإخفاقات التي عرفتها الرياضة الجزائر لا سيما في الألعاب الإفريقية، الألعاب العربية وحتى في الأولمبياد التي كان يتوقع فيها حصول الجزائر على ميداليات أكثر خاصة في اختصاصات كالملاكمة والجيدو لتقف الحصيلة عند ميدالية واحد لابن سوق أهراس الذي خالف التوقعات ومنح النفس الثاني للمسؤولين على الرياضة الجزائرية قاطبة والذين فرحوا كثيرا بالميدالية ليس لأنها أثرت سجل الجزائر من الميداليات عبر تاريخ مشاركاتها في الأولمبياد لكن للنجاة من مقصلة الحساب العسير خاصة أن السنة الرياضة كانت سلبية على طول الخط وكان عنوانها الأبرز العشوائية والفوضى في تسيير البرامج المتعلقة بالتحضير لمختلف الخرجات القارية رغم الأموال الكبيرة التي صرفت. لاعبات من منتخب كرة الطائرة يقبض عليهن متلبسات بالسرقة في فرنسا ووصلت الأمور إلى الخط الأحمر في سنة 2012 عندما قبض على لاعبات دوليات في المنتخب الوطني لكرة الطائرة متلبسات بتهمة السرقة في أحد المتاجر في فرنسا في نهاية تربصهن الإعدادي للدورة الأولمبية وهو ما يعكس مدى الانحلال الذي وصلت إليه الرياضة الجزائرية خاصة أن الأمر تم تداوله بإسهاب من طرف الإعلام العالمي ما خلق حرجا كبيرا لمسؤولي الرياضة الجزائرية قبيل أيام فقط من بداية الألعاب الأولمبية لتأتي بعدها مشاركة المنتخب الوطني في لندن مخيبة ومتأثرة بويل الفضيحة التي مست الجزائر قاطبة. سنة 2012 عنوان دخول الرياضة الجزائرية عالم المنشطات ولم تقتصر سنة 2012 على الخيبات والعيوب إلى جانب الفضائح بل تعدى الأمر إلى تناول المنشطات بعد أن ضبط الاتحاد الدولي لألعاب القوى الثنائي بورعدة في اختصاص العشاري وبوراس في اختصاص 800 متر بتهمة تناول المنشطات بعد أن فحصا إيجابيا بعد أحد التجمعات الدولية التابعة للاتحاد الدولي لألعاب القوى وهما اللذان كان معلقا عليهما الأمال من أجل مشاركة إيجابية في دورة ألعاب لندن 2012 وهي سابقة في الرياضة الجزائرية، حيث لم يسبق منذ حالة سعيدي سياف أن توبع الرياضيون الجزائريون بهذه التهمة وتعدى الأمر الى بعض لاعبي البطولة الوطنية لكرة القدم بعد أن أعلنت الرابطة الوطنية من جهتها عن وجود حالات في الكرة المستديرة وهو الأمر الذي جعل الجميع يدق ناقوس الخطر ويفكر في إنشاء مخبر معتمد لفحص المنشطات. الموسم الرياضي يكرس الخلاف داخل بيت اللجنة الأولمبية وبعيدا عن النتائج السلبية التي شهدها موسم كامل من المحافل الدولية والقارية فإن سنة 2012 كرست الخلاف داخل بيت اللجنة الأولمبية الجزائرية بين الرئيس المنتخب رشيد حنيفي وأعضاء من المكتب التنفيذي، حيث أصر الأعضاء على طرد الرجل الأول في اللجنة الأولمبية الجزائرية وشهدت الجمعيات العامة لهذه اللجنة مخاضا عسيرا وصل فيه الأمر إلى السب والشتم والمناوشات بين أعضاء اللجنة الأولمبية وسط إصرار الرئيس على عدم التنحي ما خلق جوا مكهربا وعطل معظم الاتحاديات الرياضة بل ووصل الأمر إلى تدويل الأمور على المستوى الدولي بعد مخاطبات من اللجنة الأولمبية الجزائرية. سنة دون بطولة لكرة اليد وتهديدات من الاتحاد الدولي بالإقصاء وكان من أبرز ما يؤكد ضعف الموسم الرياضي في الرياضات الجماعية هي حالة الانغلاق التي وصلت إليها كرة اليد الجزائرية بعد خلاف كبير بين رئيس الاتحادية والأندية لتمرير شكل البطولة، ما أوقف نشاط كرة اليد الجزائرية وتعدى الأمر إلى حد تهديدات من الاتحاد الدولي بالإقصاء بعد وصول مخابرة من الاتحادية المحلية لكرة اليد. المنتخب الوطني لكرة اليد ينهي أمم إفريقيا بالمغرب في المركز الثاني ويتأهل لإسبانيا بالرغم من توقف البطولة الوطنية والمشاكل العديدة التي عرفتها كرة اليد الجزائرية، إلا أن الخضر قطعوا تأشيرة التأهل إلى مونديال إسبانيا بعد حلولهم في المركز الثاني في بطولة إفريقيا لكرة اليد التي جرت في المغرب بعد أن تجاوزا المنتخب المصري في نصف النهائي لأول مرة منذ عدة سنوات قبل أن يسقطوا في فخ المنتخب التونسي في النهائي. تراجع رهيب لرياضتي الملاكمة والجيدو.. وصوريا حداد تخفق في الأولمبياد عرفت رياضتا الملاكمة والجيدو كنظيراتها في الرياضات الأخرى تراجعا رهيبا لا سيما أنها لم تحقق أي ميداليات في أولمبياد لندن بعد أن علقت عليها أمال كبيرة وكانت الكارثة مع صوريا حداد خامسة العالم والتي سقطت منذ الدور الأول في لندن ما يؤكد ضعف تسيير الاتحاديات المعنية لا سيما أن المصارعة عاشت مشاكل رهيبة قبل الأولمبياد مع تغيير مدربها ما أثر عليها بالسلب. تعيين محمد تهمي وزيرا جديدا لترقيع أخطاء الهاشمي جيار وجاء شهر سبتمبر من سنة 2012 ليحمل الجديد في وزارة الشبيبة والرياضة بعد تعيين محمد تهمي وزيرا جديدا لقطاع الشبيبة والرياضة بعد التعديل الوزاري والذي وجد تركة مفخخة من حيث النتائج وحالة الفوضى التي عمت أركان الرياضة الجماعية دون تناسي العشوائية السائدة وحالة اللامبالاة في حقبة الوزير الأسبق الهاشمي جيار. أولمبياد لندن إخفاق على طول الخط وميدالية مخلوفي الاستثناء الوحيد وبالعودة إلى نتائج الرياضة الجزائرية في سنة 2012 فكانت أولمبياد لندن القطرة التي أفاضت الكأس بعد النتائج السلبية التي سجلت خاصة في بعض الرياضات التي كانت تعلق عليها الجزائر العديد من الأمال على غرار الجيدو والملاكمة واللتين خرجتا خاوية الوفاض وكانت ذهبية مخلوفي الاستثناء الوحيد في طبعة لندن الأخيرة. حسيبة بولمرقة البطلة الأولمبية السابقة: فوز مخلوفي لا يجب أن يغطي فشل الرياضة سنة 2012 إن فوز مخلوفي لا يعني أن ألعاب القوى في بلادنا وكذا الرياضات الأخرى بخير ولا يجب على أي مسؤول رياضي حالي أن يستغل نجاح مخلوفي، لأنه بكل صراحة نجاح شخصي لا يعكس واقع سياسة الرياضة في الجزائري سنة 2012 والتي أعتبرها فشلت فشلا ذريعا بدليل المشاكل الكبيرة التي تتخبط فيها وسوء النتائج لا سيما في المحافل الدولية. رشيد حنيفي رئيس اللجنة الأولمبية سبب الإخفاق يكمن في رؤساء الاتحاديات لم يخف المسؤول الأول عن اللجنة الأولمبية خيبة أمله من النتائج الهزيلة المسجلة سنة 2012 بالنسبة للرياضة الجماعية، محملا المسؤولية للاتحاديات وعدم قدرتها على وضع رؤية واستراتيجة واضحة، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن مخلوفي كان الاستثناء الوحيد كما حمل الرجل تأزم الوضع في اللجنة الأولمبية لاتحاديات التي تريد تخطي القوانين والدخول في نزاعات شخصية معه تحويله لشيء آخر بالبحث عن مبررات. يجب تقبل الأمر وتحمل المسؤولية. علينا الجلوس حول طاولة والحديث عن الأسباب التي أدت لهذا الإخفاق لكي لا يتكرر مجددا، أشار حنيفي مشددا على أهمية تحديد إستراتيجيتنا الرياضية “الرياضة سنة 2012 عاشت إخفاقات عديدة لكن أحمل المسؤولية للاتحاديات” يقول المعني. بدر الدين بلحجوجة: الاتحادية نجحت في إخراج جيل جديد من العدائين قال بدر الدين بلحجوجة رئيس الاتحادية الجزائرية لألعاب القوى إن حصيلة اتحاديته في سنة 2012 كانت حسنة بدليل تحصل الجزائر على ميدالية ذهبية في الأولمبياد إلى جانب خروج جيل جديد من العدائين، مشيرا إلى أن ما عاشته ألعاب القوى من هزات على غرار ألعاب القوى لا يتعدى أن يكون فعلا فرديا من العدائين أنفسهم. سليمة سواكري: غياب أهل الاختصاص في الجيدو عجل بغياب الميداليات قالت سليمة سواكري المصارعة في رياضة الجيدو إن رياضتها المفضلة عاشت أسوء فتراتها هذا الموسم بفضل فشل سياسة الاتحادية التي تسير الجيدو الجزائري في هذه الفترة بدليل النتائج السلبية التي حققتها الرياضة في ألعاب لندن 2012 والتي كرست عدم تواجد استراتيجية واضحة لنفس الرياضة. محمد تهمي وزير الشبيبة والرياضة “موسم 2011 – 2012 كرس تدني مستوى الرياضة الجزائرية وميدالية مخلوفي لا تعكس الواقع” أكد وزير الشباب والرياضة، محمد تهمي، يوم الخميس الماضي بالجزائر أن الرياضة الجزائرية تراجعت بشكل ملحوظ خلال الموسم الرياضي 2011 -2012 . وصرح الوزير تهمي بمناسبة الحفل التكريمي لصالح الرياضيين الجزائريين المتوجين بالميداليات خلال سنة 2012 أن “الميدالية الذهبية التي نالها توفيق مخلوفي في أولمبياد 2012 لا تعكس أبدا واقع الرياضة الجزائرية التي تراجعت بشكل ملحوظ. وتطرق تهمي في هذا الصدد إلى الألعاب الإفريقية والعربية في كل من مابوتو (الموزمبيق) والدوحة (قطر) 2011 على التوالي، وأبدى الوزير تأسفه قائلا “النتائج المحققة في كل من ألعاب الدوحة ومابوتو لا تعكس صورة الرياضة ولا مجهودات الدولة في هذا المجال”.