صادق أمس موسى بن حمادي، وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، على جميع مطالب عمال البريد المضربين وذلك في اجتماع مجلس الإدارة بما في ذلك الموافقة على منحة 30 ألف دج التي طالب بها المضربون وبأثر رجعي. كما وافق الوزير على رفع رتب ودرجات عمال البريد، وكذا إعادة تصنيف هؤلاء العمال في الوظائف التي يشغلونها فعلا، فضلا عن إثراء المدونة الجديدة واستكمال الملفات العالقة وذلك قبل تاريخ العشرين فبراير. كما دعا الوزير عمال البريد المضربين إلى الحوار والتشاور بغية تطوير مؤسسة البريد، باعتبارها منوطة بخدمة اجتماعية وعمومية. مناوشات وتشابك بالأيدي بمعظم مراكز بريد أحدث إضراب عمال قطاع الضرائب بولايات الوطن ، اضطرابات واسعة في أوساط زبائن القطاع وبدت مشاهد السخط واضحة عليهم بشكل ينذر بثورات غضب محلي، بسبب الشلل الحاصل في أكثر من منطقة. ففي ولاية الشلف، أصيب القطاع بشلل غير مسبوق بجميع مكاتب البريد يوم أمس، ورفض المحتجون في البريد المركزي وبعض المكاتب في المدن الكبيرة كتنس، بوقادير، الشطية ووادي الفضة تقديم أي خدمة لزبائن القطاع وسط استياء شعبي عارم، وقد امتدت الطوابير داخل البريد المركزي لتمس الشارع الرئيسي، ظنا من أصحابها أنهم سيحصلون على رواتبهم لكنهم أصيبوا بهول الصدمة عندما رفض العمال ضمان الحد الأدنى من الخدمة العمومية. ففي تيسمسيلت، لم يختلف الوضع كثيرا عن نظيره في الشلف، حيث شوهد في عطالة مهنية مؤقتة على مستوى العديد من المكاتب البريدية، باستثناء مقر البريد المركزي الذي واصل العمل بطريقة عادية على الرغم من رفض بعض العمال ورؤساء مكاتبه تقديم بعض الخدمات لزبائن القطاع لاستجابتهم لنداء الإضراب الوطني. وذكر شاهد عيان أن الاحتجاج المستمر منذ الخميس الماضي في الولاية ذاتها، أثر بشكل كبير على زبائن البريد، خصوصا عمال القطاعات التي تزامنت أيام سحب رواتبهم مع الإضراب المستمر في الولاية. وحسب الشهود، فإن بعض المكاتب في برج بونعامة، بوقايد، لرجام ودحموني، رفض عمالها توفير الحد الأدنى من الخدمة العمومية، ولوحظ في معظم الهياكل تجميد كامل للأنشطة بما في ذلك في مكاتب عاصمة الولاية، عدا البريد المركزي. أما الحركة الاحتجاجية في ولاية تيارت، فقد بلغت نسبة الإضراب 76 في المائة. كما انضم عمال المجمع الهاتفي للحركة الاحتجاجية. وحسب مصدر مسؤول، فإن العمال استجابوا بنسبة كبيرة لنداء الإضراب واستطاعوا إحداث شلل على مستوى 56 مكتبا من أصل 76 مكتبا بريديا، واستجاب عمال قطاع البريد لولاية عين تموشنت لنداء الإضراب وشلوا البريد المركزي والهياكل البريدية الأخرى كالعقيد عباس والمكاتب الواقعة في المدينةالجديدة كالعقيد عثمان. وقال أحد النقابيين إن الاستياء الشعبي كاد أن يبلغ مداه في عاصمة الولاية، بسبب رفض الزبائن لهذه الحركة الاحتجاجية وعدم تجاوبهم بالكامل مع مطالب مستخدمي البريد، ووصل الأمر لدخول بعض الزبائن في مناوشات كلامية مع بعض رؤساء مكاتب البريد المركزي، في ظل إصرار هذه الفئة على مواصلة الإضراب لدفع الوصاية إلى تحقيق أرضية مطالبهم وتأكيدهم على تدهور ظروف عملهم وتعرضهم اليومي لمسلسلات الإهانة والتجريح ودخولهم في مشاكل قضائية بسبب ضغط المهنة. وقال المكتب الجهوي للنقابة في الشلف، إن ولاية عين تموشنت تمر بوضع قاس لغياب شروط العمل المريح في معظم مكاتب البريد. ولم تشذ ولاية مستغانم عن القاعدة، بل تم رفض تقديم مختلف الخدمات العمومية في بلديات عاصمة الولاية، النويصي، ماسرة، مجاهر، عين تادلس، والبلديات الساحلية كعشعاشة، سيدي لخضر وعين إبراهيم، وقد لبى العمال نداء الإضراب الوطني. كما علقوا يافطات عريضة عبروا من خلالها عن رفضهم المطلق تحمل الظروف المهنية الحالية. وذكر نقابي بالبريد المركزي، أن العشرات من العمال تعرضوا لمضايقات مهنية ومختلف أنواع التهديدات من قبل زبائن القطاع، وأفرغت كامل آلات الصرف الآلي من السيولة المالية تحت حراسة بعض أعوان الأمن مخافة ردود أفعال سلبية لبعض الزبائن، خاصة في البريد المركزي الذي بدا خاليا بعد الظهيرة لغياب أدنى الخدمات العمومية.