تنطلق الجمعة أشغال المؤتمر الوطني الثالث للجبهة الوطنية الجزائرية “الأفانا" بتيبازة، بعد حصولها رسميا على ترخيص لمدة يومين من وزارة الداخلية بعقد المؤتمر، الذي سينعقد وسط تهديدات شديدة اللهجة من طرف الحركة التقويمية “بمنع عقد المؤتمر بكل الوسائل" والتي لم تُفصح عن الأساليب التي ستلجأ إليها لمنع المؤتمر. وانتهت الجبهة الوطنية الجزائرية من كل التحضيرات لعقد مؤتمرها الثالث ابتداء من يوم الغد على مدار يومين وذلك بمركب مطاريس بتيبازة، حيث كشفت مصادر رسمية من الجبهة عن توجيه دعوات إلى كل الولايات ومراسلتها بتكليف 13 مندوبا عن كل ولاية للمشاركة في المؤتمر، المنتظر أن يفصل نهائيا في شرعية مؤسسات الحزب وذلك من خلال تجديد هذه الهياكل وعلى رأسها تجديد أعضاء المجلس الوطني وأعضاء المكتب الوطني، إذ سيكون المؤتمر تنظيميا بحتا لتجديد هياكل الحزب. وفي ردّ مصدرنا على تهديد الحركة التقويمية بمنع عقد المؤتمر بكل الوسائل، أكد أن المؤتمر سوف ينعقد في الزمان والمكان المحددان في الترخيص. أما بخصوص بلوغ النصاب القانوني لسحب الثقة من موسى تواتي، أي 15 عضوا من بين 209 حسب الحركة التقويمية فقد كشف مصدرنا أن “معظم هؤلاء كانوا مسيّرين للحزب في الولايات وكانوا من المشوشين للحزب قبل أن ينشقوا نهائيا ويلتحقوا بأحزاب أخرى وبالتالي لم يعد موجودا النصاب القانوني الذي يتحدثون عنه"، على حدّ تعبيره. في سياق متصل، اجتمعت الحركة التقويمية أمس لدراسة أوضاع الحزب، مشيرة إلى أن 175 عضوا من أعضاء المجلس الوطني قرروا سحب الثقة من موسى تواتي وتم تقديم ملف كامل الشروط لوزير الداخلية في هذا الشأن، وما تزال تنتظر ردّ الوزارة مع رفعها دعوى قضائية أمام مجلس الدولة، مضيفة أن المؤتمر المنعقد خلال شهر جوان 2012 بتيبازة “لم تعتمده وزارة الداخلية إلى يومنا هذا لمخالفته لقانون الأحزاب والقانون الأساسي للجبهة ويمنعه من عقد مؤتمر جديد في ظل معارضة أكثر من ثلثي أعضاء المجلس الوطني وكل أعضاء المكتب الوطني"، وتضمن بيان للحركة تلقت “البلاد" نسخة منه أمس، تهديدا شديد اللهجة بمنع عقد المؤتمر، مشيرة إلى أنها “ستعمل بكل الوسائل لمنع عقد المؤتمر الذي يُطالب تواتي بعقده مجددا ويتحمّل مسؤولية ما ينتج عن ذلك ومن يتواطأ معه من السلطات". وكان موسى تواتي قد أوضح بخصوص عدم اعتماد نتائج المؤتمر الثالث بتيبازة، شهر جوان الماضي، من طرف وزارة الداخلية، أن المؤتمر الثالث الذي كان مقررا بقاعة الأطلس بالجزائر العاصمة تعذر عقده بسبب قيام منشقين بغلق أبواب القاعة وتسببهم في مشادات بينهم وبين مؤيديه، مما أدى به إلى نقل أشغاله إلى فندق مطاريس بتيبازة.