الجنود الأفارقة بدأوا في التوافد على باماكو القوات الخاصة الفرنسية تخوض “حرب شوارع" ضد المتمردين في مالي بدأت القوات الفرنسية في مالي قتالا بريا ضد متمردين إسلاميين في شوارع مدينة ديابالي، شمال العاصمة باماكو، حسب ما أفادت مصادر فرنسية. وشارك جنود من القوات الخاصة الفرنسية إلى جانب قوات حكومية في أول عملية برية هامة منذ بدء فرنسا تدخلها في مالي الجمعة الماضية. وقال رئيس هيئة الأركان الفرنسي إدوارد غيو الأربعاء إن العمليات البرية بدأت. وخرجت بالفعل قافلة تتكون من نحو 50 عربة عسكرية مصفحة من العاصمة باماكو الثلاثاء متوجهة نحو مدينة ديابالي، التي تبعد 350 كم إلى الشمال، بعد أن وقعت تحت سيطرة المتمردين الاثنين. وكانت طائرات حربية فرنسية استهدفت مواقع قالت إنها لمتشددين بعد أن سيطر المتمردون على ديابالي من قبضة القوات المالية. وأكد وزير الدفاع الفرنسي جين ايف لودريان أمس الاربعاء توجه قوات بلاده نحو الشمال لتقديم يد العون للقوات المالية التي تقاتل لاستعادة السيطرة على المدينة. وتابع “نحن أمام خصم مصر وعاقد للعزم ومسلح ولا يستسلم بسهولة، لكن الهجمات الجوية الفرنسية ضربت في عمق مناطق سيطرتهم". ولفرنسا في مالي نحو 800 جندي في القوات البرية وتقول وزارة الدفاع الفرنسية إن العدد مرشح للزيادة ليصل إلى 2500 جندي، لكن فرنسا تسعى جاهدة لحث القوات الإقليمية من غرب إفريقيا على التدخل لدعم قواتها البرية. ووصل أمس الأربعاء نحو 190 جنديا من نيجيريا لتكون أول دفعة لدعم القوات الفرنسية. ومن المقرر أن تقود نيجيريا الحملة العسكرية المكونة من 900 جندي من الدول الأفريقية التي تعهدت بتقديم دعم عسكري وهي بنين وغانا والنيجر والسنغال وبوركينا فاسو وتوغو. من جانب آخر أعلن الرئيس الفرنسي الأسبق فاليري جيسكار ديستان لصحيفة “موند" الفرنسية، إن العملية العسكرية الفرنسية في مالي تكتسب ، مع بدء مرحلتها البرية ، طابعا استعماريا جديدا. وقال:« أريد تحذير السلطة الفرنسية من محاولات توسيع البعثة الفرنسية في مالي والتي يمكن أن توصف أكثر فأكثر بأنها عملية استعمار جديد". وأعاد ديستان إلى الأذهان أن جمهورية مالي تعتبر منذ عام 1960 دولة مستقلة تقطنها قوميات مختلفة متنازعة بعضها مع الآخرى. ولكنه اعترف بإن جماعات إرهامية قادمة من خارج مالي احتلت منطقة شمال شرق البلاد ويقوم أفرادها باختطاف الرهائن وتعريض حياتهم للخطر. ومن جهة أخرى لاحظ الرئيس الفرنسي الأسبق الذي سبق وأن زار منطقة تيمبوكتو وقت توليه الحكم في فرنسا، أنه يجب التفريق بين الإرهابيين والإسلاميين. وقال “يمكن تبرير توجيه الضربات الجوية بضرورة وقف تقدم الإسلاميين الذين يهددون بالاستيلاء على باماكو ما لم تصل القوات الإفريقية التي وافقت الأممالمتحدة على إرسالها". بيد أن الرئيس ديستان حذر من أن الهجمات الجوية ستؤدي إلى دمار لا مبرر له، كما كان هو الحال في اثناء الحرب في أفغانستان. ومن وجهة النظر السياسية، فإن النتائج بلا شك ستكون نفسها، مشيرا إلى أن القصف الجوي سيؤدي إلى زيادة قساوة المسلحين وتلاحم صفوفهم. ويرى ديستان أن العملية البرية الفرنسية في مالي غير شرعية . وحسب قوله، فإن فرنسا يتعين عليها أن تكتفي بتقديم مساندة لوجيستية فقط للقوات الإفريقية.