أكدت "الحركة الوطنية لتحرير أزواد" (متمردو الطوارق) التي أنهت الجماعات الإسلامية تحالفها معها بعد فترة من مشاركتهما في احتلال شمال مالي مطلع أفريل الماضي، استعداد مسلحيها لمساعدة الجيش الفرنسي ميدانياً في تحرير الشمال. ورغم إعلان القوات الفرنسية والمالية تطهير مدينتي كونا وغاو شرق باماكو، بعد 4 أيام من المعارك، وقتلها 60 متمرداً على الأقل في غاو وحدها، سيطر الاسلاميون على بلدة ديابالي الواقعة بوسط البلاد، ما يطرح تساؤلات حول إمكان توسيع هذه القوات عملياتها من الوسط للدفاع عن العاصمة باماكو إلى الشمال، علماً أن مصدراً أمنياً في بوركينا فاسو كشف أن قصف الطيران الفرنسي ألحق خسائر فادحة بالإسلاميين لكنهم لم يهزموا بعد". وقال موسى أغ اساريد: "ندعم بقوة التدخل الفرنسي، ونحن مستعدون للاضطلاع بدورنا باعتبارنا سكان البلاد الأصليين الذين يقاتلون من اجل حقوق شعب أزواد"، مضيفاً: "نستطيع التحرك على الأرض، ودورنا يمكن أن يكون أساسياً لأننا نملك رجالاً وأسلحة وخصوصاً الإرادة للقضاء على الإرهاب في أزواد، ونحن اكثر فاعلية من قوة المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، التي يتجمع جنودها في باماكو لدعم الجيش المالي. وفيما أقرّ وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان بمواجهة العمليات صعوبات غرب باماكو، حيث يعتبر المتطرفون افضل تسليحاً، كما توعد سابقا أبو درداء، احد مسؤولي التنظيم الارهابي حركة التوحيد والجهاد بضرب فرنسا في الصميم وفي كل مكان، لأنها هاجمت الإسلام كما قال. أما القيادي الإسلامي المتشدد "عمر" فقال لإذاعة "أوروبا 1": "فتحت فرنسا أبواب الجحيم أمام مواطنيها، لقد وقعت في فخ أخطر بكثير من العراق وأفغانستان والصومال، وليس ذلك إلا البداية أين تحدثت تقارير عن تولي "أبو زيد"، احد قادة التنظيم الارهابي المسمى "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" شخصياً إدارة العمليات. ويحظى التدخل الفرنسي في مالي حالياً بتأييد 63 في المائة من المواطنين، حسب استطلاعات الرأي. لكن الوضع قد يتغير إذا طال أمد التدخل، وهو ما يتوقعه مسؤولون ووسائل إعلام في فرنسا. وفي إطار الدعم الخارجي للتدخل الفرنسي في مالي، اكد وزير الخارجية فابيوس أن الجزائر سمحت "بلا قيود" باستخدام بلاده مجالها الجوي في عمليات مالي، وأنها مستعدة لإغلاق حدودها التي تمتد على مسافة ألفي كيلومتر إذا امتد الصراع شمالاً. ما يعني –حسب المتتبعين للوضع في المنطقة- ان الجزائر تجاوزت تحفظاتها السابقة عن اي تدخل عسكري في النزاع في مالي، وقررت دعم العملية العسكرية الفرنسية، وقال ديبلوماسي اجنبي في الجزائر امس "ان الجزائر فوجئت بسرعة اطلاق العملية"، الا انها عادت وقبلت بالوضع"، مع اشارته بانها لم تكن تستبعد ابدا الخيار العسكري لمحاربة الارهاب. واكد فابيوس امس في مؤتمر صحفي خصصه للوضع في مالي ان هناك شبه اجماع دولي على دعم العملية العسكرية الفرنسية. واوضح ان الاتصالات الاوروبية والافريقية التي اجراها تؤكد جميعها دعم العملية الفرنسية وان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون اكد له ذلك ايضا خلال اتصال هاتفي بينهما. وذكر ان دولا عدة انضمت الى فرنسا و تشارك الى جانبها في مالي باشكال مختلفة، لوجيستية او استخباراتية او غيرها، ومنها بريطانيا والمانيا والولايات المتحدة، وان مجلس الامن انعقد امس في نيويورك بطلب من فرنسا لتسريع وتيرة انتشار القوة الافريقية في مالي، واشار الى ان وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي سيعقدون اجتماعا خاصا بمالي في الايام المقبلة لتقويم الوضع وان الدول المانحة ستعقد من جانبها اجتماعا في اديس ابابا في خلال الأيام القليلة القادمة. وبعدما ذكر ان فرنساوالجزائر على اتصال منتظم، لاحظ انه بالنسبة الى الرهائن الفرنسيين ال08 في منطقة الساحل ان "تحول مالي الى معقل ارهابي لن يشكل حماية لهم"، وتستعد بريطانيا لإرسال طائرتي شحن تنقلان معدات عسكرية بينها مركبات مدرعة ومعدات طبية إلى باماكو، كما تحدثت ألمانيا عن إمكان تقديم دعم لوجستي طبي أو إنساني للعملية الفرنسية في مالي. وأعلن الحلف الأطلسي (ناتو) انه لم يتلقَ طلباً فرنسياً بتقديم مساعدة، فيما استبعد الاتحاد الأوروبي منح مهمته العسكرية التدريبية المقبلة في مالي، والمقررة بدءاً من نهاية فيفري أو مطلع مارس القادم، أي دور قتالي.