نجحت قوات الشرطة لأمن دائرة فوكة التابعة لأمن ولاية تيبازة، في تفكيك عصابة مجرمين يقودها كل من المدعو “موح الدونتيست”، “البطاطا” والمحنة رفقة عدد من شركائهم، اختطفوا فتاتين إحداهما من داخل منزلها وباستعمال القوة وتحت طائلة التهديد بالأسلحة البيضاء وأمام والديها القاطنين بتسالة المرجة ببئر توتة بالعاصمة. تفاصيل القضية تعود إلى الأسبوع الماضي، في حدود الساعة الحادية عشرة صباحا، تلقت مصالح الشرطة بلاغا من طرف والد ووالدة الضحية (س.ص) 19 سنة المقيمين بتسالة المرجة ببئر توتة، يفيدون باختطاف ابنتهما من المنزل باستعمال السلاح واحتجازها بمدينة فوكة من طرف المدعو “موح الدونتيست”، مضيفين أن هذا الأخير جاء على متن سيارة من نوع “فولسفاكن ڤولف”، ثم قام اثنان منهما باقتحام مسكنهما الكائن بمدينة تسالة المرجة، مدججين بالأسلحة البيضاء، وقاموا بتهديد والدة الضحية بوضع شريط لاصق على فمها في حال حاولت إنذار الجيران أو أحد أفراد عائلتها، بعدها دخل “موح الدونتيست” إلى غرفة ابنتهما التي كانت مقيدة من طرف أهلها لمنعها من الخروج من البيت باعتبار أنها كانت حاملا من هذا المُجرم خوفا من الفضيحة، فحملها إلى السيارة التي كان يقودها شخص ثالث، ثم لاذوا بالفرار بعدما تبعهم والدها الذي لم يكن بعيدا عن المنزل. مصالح الشرطة وفور سماع شكوى الوالدين، ونظرا لخطورة الوضع الذي كان يوحي بأن محتجزي الفتاة قد يتسببون في إيذائها، تم وضع خطة محكمة وتسخير جميع الإمكانيات المادية والبشرية بعدما تعرف والدا الضحية على “موح الدونتيست” من خلال ألبوم الصور الخاص بالمحفوظات المحلية والمقيم بحي علي عماري بفوكة. وبعد ترصد المكالمات الهاتفية للمعني بالأمر، تم توقيفه بعد يومين من عملية الاحتجاز بقطاع الاختصاص، وبعد التحقيق معه أقر بمكان احتجازه للضحية، لتقوم قوات الشرطة بتطويق المكان الذي دلّ عليه المُجرم الكائن بحي علي عماري فوكة غير البعيد عن مقر إقامته، ليتم وضع خطة للحفاظ على السلامة الجسدية للضحية، فتم اقتحام العمارة التي تتواجد الضحية والعثور عليها نائمة داخل غرفة بها أفرشة ليتم إخراجها من تلك الشقة. وفي تلك الأثناء سمع عناصر الشرطة صوت حركات في الشقة المقابلة، وبعد اقتحامها، تم العثور على ضحية ثانية المسماة (ع.ر) البالغة من العمر 18 سنة، تبيّن أنها كانت محتجزة داخل إحدى الغرف المفروشة والمهيأة بعدة أفرشة، حيث تم إخراجها هي الأخرى وحجز محتوياتها. واستمرارا للتحريات والبحث عن باقي الفاعلين وبعد اقتحام الشقة الثالثة بالعمارة المقابلة، عُثر على كميات من المشروبات الكحولية معدة للبيع وكميات من الأكياس البلاستيكية، وكذا أداة الجريمة المستعملة في عملية الاختطاف والاحتجاز والمتمثلة في 3 سكاكين من الحجم الكبير ذات مقبض خشبي وآخر متوسط الحجم وآخر سكين مطبخ، وبعد المعاينة الميدانية لمسرح الجريمة، تم تحويل الموقوفين إلى مقر الشرطة للتحقيق. استمرارا للتحقيق تم إلقاء القبض على المدعو (ب.ت) المكنى “بطاطا” والذي كان يقود السيارة المحجوزة يوم عملية الاختطاف، هذا الأخير الذي دلّ على المشتبه فيه الذي كان برفقة المشتبه فيه الرئيسي المدعو”غ.م” والذي دخل مسكن عائلة الضحية الأولى، حيث وبعد الترصد لهذا الأخير ألقي عليه القبض هو الآخر، ويتعلق الأمر “ز.م” المكنى “المحنة”، هذا الأخير الذي حاول الفرار من قبضة قوات الأمن لتتمكن من القبض عليه، وخلال معاينة قوات الشرطة لمسرح الجريمة تم العثور على مشروبات كحولية. ومواصلة للتحقيق أقرت الضحية (ع.ر) أنها تعرضت لمحاولة اعتداء من طرف شخصين مجهولين بواسطة السلاح الأبيض بالمكان المسمى “الشاطو” إلا أن تدخل المدعو “م” لتخليصها من المعتدين، كان مجرد خدعة حيث اصطحبها فيما بعد مصطحبا إياها إلى الشقة السالفة الذكر لتحتجز، وتبيّن أن قضية الاعتداء عليها في الطريق من طرف مجهولين ما كانت إلا تمويها حتى يتمكن الجاني من اختطافها. تم تقديم المشتبه فيهم أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة القليعة، الذي أمر المتورطين الثلاث كل من “موح الدونتيست”، “بطاطا” و”المحنة” و”الر وجي”، رهن الحبس فيما استفادة آخر من الاستدعاء المباشر، حيث وُجهت لهم جناية تكوين جمعية أشرار اقتحام حرمة منزل بواسطة الساحة البيضاء، إبعاد فتاة من منزلها تحت طائلة التهديد باستعمال مركبة، إنشاء محل للفسق والدعارة وتحريض قاصر على ذلك، الحيازة واستهلاك المخدرات والمواد المهلوسة، بيع المشروبات الكحولية بدون رخصة، هتك عرض قاصر، المشاركة وعدم الإبلاغ.