يبدو أن نغمة كأس أمم إفريقيا ومناصرة المنتخب الوطني في كأس أمم إفريقيا في طبعتها ال 29 والعشرون مجرد تمويه ليس إلا قام به البعض من أنصار الخضر الذين قدموا من كل حدب وصوب من أجل “الحرڤة” ليس إلا في هذا البلد الذي سحر البعض منهم، خاصة الذين لم يسبق لهم زيارة بلدان أخرى أوروبية كانت أو آسيوية، وقرروا قطع سبيل مغاير تماما من أجل ضمان مستقبلهم بطريقة وهمية محضة. وكانت خيبة أملنا كبيرة عندما اقتربنا من البعض من هؤلاء الأنصار الذين اعتقدنا في بداية الأمر أنهم قدموا من الجزائر من أجل مناصرة الخضر ودفع زملاء الحارس مبولحي على تخطي عقبة الدور الأول من المجموعة الرابعة أو بالأحرى مجموعة الموت، لكن ردة فعل رزقي من أحمد وسمير وكريم من برج منايل كانت مفاجئة حين أكدوا لنا أنهم جاؤوا إلى هنا من أجل المكوث في هذا البلد وشق طريق آخر بعدما ذاقت بهم الأرض بما رحبت. والأدهى والأمر من ذلك أن البعض منهم على غرار أحمد من مدينة برج منايل اقترضوا نقودا من عائلاتهم وأقاربهم لتسديد فاتورة الوكالة السياحية التي قامت بنقلهم إلي جنوب إفريقيا والتي بلغت قيمتها 250 ألف دينار أو بالأحرى 25 مليون سنتيم، وهي الشهادة التي أدلى لنا بها المناصر أحمد من برج منايل الذي أكد لنا أنه حضر جيدا لسفرية جنوب إفريقيا حيث ادخر مبلغا ماليا قدره 20 مليون سنتيم واقترض 5 ملايين من شقيقه لكي يسدد المبلغ الذي اشرطته عليه الوكالة، لكن نية أحمد تكمن في “الحرڤة” وليس البقاء في بلد مانديلا. -الوكالة السياحية اشترطت عليه 20 ألف دينار مقابل الحصول على جواز سفره: يبدو أن قرار البعض من الأنصار قد وجد تأييدا حتى من طرف مسؤولي وكالات السفر والسياحة الذين وافقوا على إعادة جوازات السفر لأحمد وزملائه الذين يستعدون لخوض مغامرة في بلد مانديلا ظنا منهم أنهم سيضمنون بها مستقبلهم، حيث أكد لنا المناصر أحمد الذي بدت علامات الخوف على ملامح وجهه بالنظر لصغر سنه، حيث لا يتعدى عمر هذا المناصر العشرين ربيعا، لقي تأييدا من طرف مسؤولي وكالات السفر والسياحة الذين وافقوا على إعادة جوازات السفر لهؤلاء الشبان مقابل مبلغ مالي تم دفعه قبل الرحلة والمقدر ب 20 ألف دينار لكل واحد يرغب في البقاء وعدم العودة إلى الجزائر. -ترجونا لكي لا نكشف أمرهم وطالبونا بعدم ذكر أسمائهم الحقيقية: خلال الروبورتاج الذي قمنا به مع البعض من أنصار الخضر الذين اتخذوا من بلد مانديلا وجهة لهم من أجل الهجرة غير الشرعية، قام البعض من هؤلاء على غرار أحمد ورفقائه الإثنين الذين ترجونا من أجل عدم كشف أسمائهم الحقيقية وطلبوا منا عدم إفصاح أسمائهم الحقيقية وبما أن وعد الحر دين عليه، قمنا بتلبية طلبهم، لكن وفي الوقت نفسه حاولنا أن نقنعهم بالعودة إلى الديار لأن أسلوب العيش في جنوب إفريقيا صعب للغاية، حيث سيكون هؤلاء عرضة للمخاطر وحتى الأمراض التي تهدد كيانهم على غرار السيدا وغيرها من الأمراض الخطيرة. -أفراد الجالية الجزائريةبجنوب إفريقيا أقنعوهم بالعودة لكن… لم نكن الوحيدين في محاولاتنا من أجل إقناع هؤلاء الأنصار الذين سلبت عقولهم البنايات الجملية والراقية لجنوب إفريقيا لكنهم يجهلون تماما أن وراء تلك البنايات توجد مخاطر بالجملة تنتظرهم في رحلتهم نحو المجهول على غرار الإجرام والإعتداءات وغيرها، حيث سعى البعض من أفراد الجالية الجزائرية المقيمة بجنوب إفريقيا لإقناع أحمد ورفقائه بالتراجع عن قرارهم الأول، لكن محاولاتهم باءت بالفشل، خاصة أن أنصار المنتخب عقدوا العزم على عدم العودة من جديد إلى الجزائر مهما كان الثمن. -بعض الأنصار واعون والسفارة ضيقت عليهم الخناق: في الوقت الذي يعتزم فيه بعض الأنصار اتخاذ الهجرة غير الشرعية سبيلا لهم من أجل ضمان مستقبلهم وعدم العودة إلى الجزائر، أيقن البعض الآخر من الأنصار أنه لا مجال للهرب وأن جنوب إفريقيا هو بلد مثل الجزائر ولن يمكنهم من بلوغ أهدافهم المرجوة، كما أن تواجدهم في الرحلة التي قام بتنظيمها النادي الوطني للسياحة جعلهم مكبلين أيضا، لا سيما بعد التعليمات الصارمة التي تلقاها من طرف الفاف والسفارة الجزائرية على حد السواء، حيث خصصت الفاف حافلات لهؤلاء الأنصار ستتكفل بنقلهم أيام المباريات ثم تعيدهم من جديد إلى مقر إقامتهم بمدينة بريتوريا. —-البعض من الأنصار قدم من فرنسا والهدف مناصرة رفقاء فيغولي: قدم البعض الآخر من أنصار الخضر من فرنسا من أجل مناصرة الخضر على غرار بوبكر سجعي الذي جاء خصيصا من مدينة باريس الفرنسية لمناصرة الخضر، وأكد هذا المناصر الوفي للمنتخب الوطني أنه فأل خير على الخضر بدليل أنه في كل مرة يتنقل فيها مع المنتخب الوطني إلا ويسجل الخضر نتيجة إيجابية، وقال بوبكر أن غيابه في مواجهة مالي بواغادوغو جعل الخضر يخسرون الرهان وينهزمون أمام مالي بثنائية، ويمني بوبكر النفس برأية المنتخب الجزائري في منصة التتويج وهو يرفع كأسه الإفريقية الثانية.