أظهرت مجموعة من الصور، نشرت لأول مرة، جانبا من كواليس عملية الاختطاف التي نفذتها مجموعة إرهابية بمصنع تيقنتورين لإنتاج الغاز بعين أمناس، وتفاجأت العديد من مواقع الأخبار العالمية التي تناقلت الصور، بحالة الهدوء التي كان يظهر عليها الرهائن في الموقع، رغم وجود الخاطفين بينهم. لم يكن الرعب باديا على الرهائن الجزائريين وهم يقفون وجها لوجه أمام عناصر المجموعة الإرهابية التي اختطفتهم، يوم الأربعاء، الماضي، بينما كان العمال الأجانب يصطفون على طول سور منشأة تيقنتورين لإنتاج الغاز، كما تكشف الصور التي التقطها رهينة جزائري خلسة بهاتفه النقال أثناء عملية الاختطاف، وحصلت عليها وكالة الأنباء اليابانية كيودو. يظهر من خلال الصور المنشورة، أن يوم الأربعاء الذي شهد الهجوم الإرهابي، تصادف مع جو صحو عكسه لون السماء الأزرق، بينما كان يرتدي العمال ملابس قطنية كثيفة نظرا لبرودة الطقس في المنطقة. ولم تكن توحي هذه الصور إلى أن هذه المنطقة ستتحول بعد ساعات إلى مسرح لعمليات قتالية عنيفة، ستنتهي بمقتل العشرات من الرهائن الأجانب والجزائريين، وتصفية العناصر المنفذة للعملية الإرهابية. إحدى الصور، تظهر أحد الخاطفين باللباس العسكري وحذاء الرانجرز، وكان يغطي وجهه بلثام، تظهر منه عيناه فقط. كان واقفا وهادئا وسط العمال الجزائريين وبعض العمال من ذوي البشرة السوداء، كان الرجل يرتدي قفازا أسود ويحمل بندقية من نوع أكا-47، ويده موضوعة على الزناد، ولا يظهر عليه الارتباك. كان يجتمع حوله مجموعة من العمال، يضعون أمتعتهم وبعض قوارير المياه مرمية على الأرض، كما لو كانوا يحضرون لمغادرة المكان. ويبدو أيضا من خلال الصور، أن أحد العمال كان يجري اتصالا بهاتفه براحة تامة، على بعد عشرات أمتار من أحد الإرهابيين ويبدو أن المكالمة كانت عندما سمح الإرهابيون بالمكالمات الهاتفية بغرض تحقيق الصدى الإعلامي الذي كانوا يبحثون عنه. مجموعة أخرى من الصور، تظهر ثلاثة خاطفين، يحملون بنادقهم على ظهورهم، ويرتدون ألبسة لا تظهر ملامحهم، وفي خلفية الصورة، يظهر ظل لمجموعة من الرهائن المحتجزين في مكان ضيق، ويبدو من ملامحهم أنهم أجانب، وكان يحرسهم ثلاثة ملثمين يضعون أسلحتهم جانبا. الصورة الأخيرة، تظهر تجمعا لعمال جزائريين واقفين في قاعدة الحياة بعين أمناس، أمام مبنى ارتفاعه منخفض، يضعون حقائب سفرهم على الأرض، كما لو كانوا ينتظرون حافلة، في حين بدا على وجوههم القلق، ويظهر في الصورة الإرهابي الذي كان يحرسهم. يشار إلى أن هذه الصور، تم التقاطها ساعات بعد الهجوم الإرهابي الذي تم على الساعة الخامسة والنصف فجر، يوم الأربعاء 16 جانفي، على منشأة تيقنتورين لإنتاج الغاز بعين أميناس، وانتهى بتدخل القوات الخاصة للجيش، التي اقتحمت القاعدة وحررت عددا كبيرا من الرهائن الجزائريين والأجانب وصفت جميع الإرهابيين في الموقع، في حين أسفرت العملية عن مقتل 37 رهينة أجنبية.