أشاد الرهائن المحررون من قاعدة تيقنتورين بعين أمناس »بحكمة واحترافية »القوات الخاصة التابعة للجيش الوطني الشعبي، وأكد الرهائن الجزائريون والأجانب الناجون أن الجيش قام بكل ما في وسعه من أجل تحريرهم من قبضة الإرهابيين، حيث تحدثوا عن الأوقات الصعبة التي عاشوها أثناء عملية احتجاز هم من طرف الجماعة الإرهابية. ● قال موسى وهو أحد الرهائن المحررين من القاعدة النفطية في عين أمناس أنه لن ينسى أبدا ما حدث له بقاعدة الحياة تيقنتورين يوم الأربعاء الماضي، وروى موسى المنحدر من ولاية وهران أنه كان يتناول فطور صباحه فجر الأربعاء رفقة عدد من العمال بالمطعم عندما سمعوا طلقات نار وهتافات »الله اكبر«، وقال الرهينة المحرر »لم نبرح مكاننا حتى حوالي الساعة التاسعة والنصف عندها قام الإرهابيون بتحرري العمال الجزائريين في القاعدة«. وقال موسى جاء إلينا عدد من الإرهابيين كانوا ملثمين ونادوا على العمال الجزائريين من أجل الانتقال التي كان إلى قاعة مجاورة عندها وقالوا أنتم مسلمون مثلنا وإخوانا لنا.. لستم أنتم المستهدفون«. وتابع موسى حديثه بأن عدد من الأجانب حاولوا التسلل إلى مجموعة الجزائريين التي كان المطلق سراحهم لكن الإرهابيين تعرفوا على هويتهم الأجنبية ما عدا خمسة أجانب نجوا ولم يتفطن لهم الإرهابيون بسبب ملامحهم السمراء. الإرهابيون كانوا على اطلاع بما يجري داخل القاعدة وأكد موسى أن العمال لاحظوا باستغراب أن المجموعة الإرهابية كانت على اطلاع بما يجري في الموقع الغازي، موضحا على سبيل المثال أنهم كانوا يعلمون أن عمال هذا الموقع كانوا بصدد التحضير لشن إضراب عن العمل. من جهتهم أجمع كل الرهائن الجزائريون أن العملية التي قام الجيش الوطني الشعبي ساعدتهم على الفرار من القاعدة التي استولى عليها الإرهابيون وقال أحد العمال الجزائريين الذين تم تحريرهم »كنا مجتمعون في قاعة واحدة حين بدء العملية وعند قيام الطائرات بقصف الموقع قمنا بتحطيم باب خلفي للقاعدة لم يكن الإرهابيون على علم بوجوده وخرجنا منه«. وأضاف قائلا »عند خروجنا لاحظنا وجود إرهابي قناص متمركز فوق مبنى العيادة لقي حتفه فور بدء القصف، كما أصيب عامل جزائري«.وأوضح عامل آخر قائلا »لقد ساعدتنا العملية العسكرية على الهرب نحن بخير وأريد أن أشكر قوات الجيش الوطني الشعبي«. كما أكد عامل جزائري ثالث في شركة أمريكية أن عملية الفرار من القاعدة تمت زبعد إشارة تلقيناها من قوات الجيش الجزائري« وأضاف »بعد التأكد من هوياتنا تكفلت عناصر الجيش الوطني الشعبي بنا. لقد كنا قلقين بخصوص زملائنا غير أن تدخل قوات الجيش سمحت بتحرير المزيد من الرهائن« الإرهابيين قتلوا رهينة إرلندي لأنه حاول الفرار وتابع موسى الذي عاد على عائلته بعد تحريره من طرف القوات الخاصة للجيش الوطني الشعبي يقول»إن الإرهابيين قاموا بنقل كل الرهائن الأجانب إلى المبنى الذي كان يشغله الإطارات العاملين بالمنشأة الغازية«، مضيفا أن رعايا فلبينيين تعرضوا للضرب من طرف الإرهابيين لأنهم رفضوا الخروج من غرفهم، قبل أن يكشف أن الإرهابيين قتلوا رعيتين أجنبيتين بقاعدة الحياة إحداهما إرلندية أطلق عليه الإرهابيون النار بعدما حاول الفرار. ونقل ناجي جزائري ثاني كان من بين الرهائن في القاعدة الغازية بعين أمناس، إن منفذي العملية أكدوا أنهم »إنتحاريون«، وكانوا لحظة الهجوم »يرتدون أقنعة ولباسا عسكريا«. وأضاف أن »أحد المهاجمين قال لنا إنهم لم يأتوا من أجل الجزائريين«، وتابع مؤكدا أنه »لولا التدخل العسكري لكان العمال في خبر كان«، مضيفا بالقول إن »بعض الرهائن انتهزوا فرصة ضربة عسكرية قوية أربكت الخاطفين، فأسرعوا بالهرب من قبضتهم«. رفعنا أعلاماً بيضاء كي يتعرف علينا الجيش وقال الرهينة الجزائري المحرر الذي عاد على أهله في ولاية سطيف ليلة الخميس إلى الجمعة »كنا في حدود 260 شخصا داخل قاعة واحدة، ولكن بعد وقوع ضربة عسكرية هربنا من باب خلفي، ولاحظنا في المكان مقتل قناص من الإرهابيين، بينما أصيب أمير الجماعة المسمى الطاهر بجروح في كتفه«.وقال الشاهد »الإرهابيون لم يكونوا على علم بوجود باب خلفي في القاعة التي احتجزونا فيها، وعندما هربنا إثر القصف، رفعنا رايات بيضاء حتى يتعرف إلينا الجيش الجزائري«. ومن جهته، تحدث رهينة جزائري يشتغل لحساب شركة »هاليبرتون« الأمريكية، فقال إن »الخاطفين أجبروا على جمع العمال الجزائريين والأجانب كلهم داخل النادي، ولغموا المكان، وكان هناك رعب شديد في أوساط العمال«. وقال رهينة غربي يعمل لساب شركة فرنسية-أمريكية إنه »يشكر القوات الجزائرية التي حررتهم وتكفلت بهم صحيا ونفسيا بعد مغادرة القاعدة النفطية«، أما رهينة آخر وهو من جنسية أمريكية فاعتبر أن »الجيش الجزائري قام بعمل رائع«، مبديا أسفه لمقتل البعض من زملائه. وقال أحد الرعايا الأتراك الذي يعمل لدى شركة فرنسية تنشط بالمنشأة الغازية »أنا أشكر القوات الخاصة التابعة للجيش الجزائري على العمل الرائع الذي قامت به لتحريرنا«، وأضاف قائلا »إننا محظوظون لكوننا لا زلنا على قيد الحياة والفضل يعود للجيش الجزائري«. ومن جهته أكد رعية بريطاني أن تدخل القوات الخاصة الجزائرية كان »رائعا«وسمح بتحرير أكثر من 1000 رهينة من بينهم عدد كبير من الأجانب.وقال أيضا »إننا مرتاحون ونحن نشعر بالأمان بعد العملية الفريدة من نوعها التي قام بها الجيش الجزائري لتحريرنا«. وقال أحد العمال الفيليبينيين الذي أصيب بجروح بعد هجوم القوات الخاصة أنه لا يذكر جيدا ما حدث خلال عملية تحرير الرهائن، مضيفا »أن لا أتذكر ما جرى فالأمور سارت بسرعة فائقة«، مشيدا ب »الفعالية« التي تميزت بها القوات الجزائرية. رهائن ينقلون وقائع تدخل الجيش وأشاد آخر الرهائن الأجانب المحررين بعين أمناس بالدور الذي لعبته القوات الخاصة للجيش الوطني الشعبي في تحريرهم من قبضة الإرهابيين، مؤكدين عزمهم على العودة للعمل بالجزائر من جديد.وفي تصريح للتلفزيون الجزائري قال الرهينة البريطاني الذي يشغل منصب رئيس فرقة بشركة »بريتيتش بتروليوم« بعين أمناس أنه »متأسف لما حدث«، مؤكدا »عزمه على العودة إلى الجزائر للعمل بها من جديد«، خاصة وأن ظروف عمله بالجزائر كانت »جيدة«،مثلما قال. من جانبه أشاد الرهينة الروماني جورج وشيم بالمجهودات المبذولة من قبل الجيش الوطني الشعبي الذي قام بكل ما في وسعه من أجل تحريره هو ورفقائه من قبضة الإرهابيين، مشيرا في الوقت ذاته إلى الأوقات الصعبة التى عاشها أثناء عملية احتجازه من طرف الإرهابيين.كما أثنى ذات المتحدث على »التكفل الجيد« الذي تلقاه من قبل السلطات الجزائرية بعد تحريره.