سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مخلفات الأمطار الطوفانية بعنابة :العائلات المنكوبة ترفض مغادرة مراكز العبور و50مؤسسة إنجاز أمام العدالة قيمة الخسائر المادية فاقت 50مليارا وبلديات لم تعدّ بعد المخططات الوقائية
حسب مصدر موثوق من خلية الأزمة التي نصبها الوالي لتقييم الأضرار الناجمة عن تهاطل الأمطار الطوفانية الأخيرة، فإن السيول جرفت 8 بلديات من مجموع 12وشردت أزيد من 1600عائلة من سكان الأكواخ القصديرية والبنايات الهشة، والتي يرفض معظمها مغادرة مراكز العبور المخصصة لإيوائها بحجة استمرار مخاطر انهيار مساكنها. يأتي ذلك في وقت لم تقدم فيه البلديات بعد مخططاتها الوقائية لمواجهة الفيضانات للموسم الحالي إلى مديرية الحماية المدنية. وذكر المصدر نفسه أن التقرير الذي تعكف على إعداده خلية الأزمة يحمّل المجالس المنتخبة قسطا كبيرا من المسؤولية في تردي الوضع وتفاقمه أثناء التقلبات الجوية الأخيرة بسبب التراخي في متابعة ورشات التحسين الحضري المنتشرة على مستوى البلديات، وغض الطرف عن مؤسسات الإنجاز التي تسببت مخلفات أشغالها في انسداد قنوات الصرف الصحي والبالوعات، إضافة إلى إحصاء أكثر من 120نقطة تسرب عبر شبكة توزيع المياه الصالحة للشرب تسببت فيها تلك المقاولات. وقد أحصت الخلية أكثر من 1600عائلة منكوبة بمواقع متفرقة حضرية وريفية من سكان البيوت القصديرية تم إيواؤها بمراكز العبور التي خصصتها بلديات الولاية لهذا الغرض. وشرعت السلطات المحلية في إخلاء تلك المراكز من مدارس ابتدائية ومقرات هيئات عمومية، غير أن مئات الضحايا رفضوا مغادرة تلك المراكز على غرار ما حدث مع العائلات التي تم تحويلها إلى مقر المؤسسة العقابية القديم بوسط مدينة عنابة، مطالبين بإعادة إسكانهم في سكنات اجتماعية جديد. وقدرت مصادر مأذونة قيمة الخسائر الناجمة عن التقلبات المناخية الأخيرة، بأكثر من 50مليار سنتيم تتمثل أساسا في انهيار جزئي لبنايات ومساكن ومقرات هيئات عمومية، إضافة إلى أضرار متفاوتة مست المركبات بمختلف أصنافها، ناهيك عن منشآت الأشغال العمومية. وحسب مدير الري لولاية عنابة، حمام علي، فإن مؤسسة الإنجاز تتحمل أشغال ورشاتها من حجارة وأتربة ومواد بناء إلا أنها لم تقم بهذه الخطوة مما أدى إلى انسداد البالوعات مؤكدا أن شبكة التطهير تستجيب للمعايير التقنية المطلوبة وتخضع لعمليات مراقبة دورية''. وأشار المتحدث إلى أن ''المشكل لا يكمن في شبكة قنوات التطهير وإنما خارجها داعيا إلى إصلاح تلك المطبات. وقد شهد ذلك تطورا ملحوظا في السنوات الأخيرة بإنجاز أكثر من 890عملية في مختلف البرامج البلدية والولائية والقطاعية بقيمة إجمالية تتجاوز 26.12 مليون دينار. وكان لهذه المشاريع أثرها الإيجابي على الصعيد العائلي، الفلاحي والصناعي، حيث وصلت نسبة التموين بالماء الشروب إلى أكثر من 96بالمائة مع إنجاز عدة محطات تصفية بالبلديات وتحويل كبرى قنوات الصرف بوسط مدينة عنابة والموجهة أساسا إلى شاطئ ريزي عمر وواد السهل الغربي المحاذي للتجمعات السكانية. وعلى الصعيد نفسه خلص الاجتماع التقييمي الذي ضم رؤساء البلديات والمدراء التنفيذيين بولاية عنابة إلى مقاضاة 50مؤسسة أشغال ومقاولة أمام المحاكم المحلية المختصة التي تجبرها على إزالة مخلفاتها من ورشات الأشغال فور الانتهاء من الإنجاز بما تسبب في انفجار بالوعات شبكة صرف المياه القذرة. إلى ذلك علمت ''البلاد'' من مصادر مسؤولة من مديرية الحماية المدنية أن 3 بلديات فقط من مجموع 12بلدية تحصيها الولاية التزمت بتقديم مخططات الوقاية من الفيضانات لموسم 2009/ 2010وذلك نهاية شهر جوان الماضي وهي المخططات المحلية التي يفترض أن تكون قاعدة لإعداد المخطط الولائى. وتتضمن تلك المخططات الإمكانيات المادية والبشرية المسخرة وعمليات ميدانية يشرع في تنفيذها قبل تهاطل الأمطار بتسريح البلوعات وإنجاز قنوات سطحية بالحزام الحضري لتتنظيم مجرى المياه المتدفقة. إضافة إلى ذلك هناك عمليات تطهير ومجاري الوديان والشعاب وجسورها وإزالة السدود الترابية من المجاري المائية، كما تتضمن تلك البرامج حملات تحسيسية ومشاركة جمعوية في العمليات الميدانية التي تتواصل إلي غاية نهاية شهر أكتوبر.