رضوان سكلولي شكلت ولاية الطارف خلية أزمة ضمت مختلف المصالح الإدارية والأمنية لمتابعة آثار الأمطار الطوفانية التي تهاطلت على الولاية خلال ال 48ساعة وفاقت 50عملية أسفرت عن إنقاذ 29شخصا من موت محقق، بفضل فرق من الغطاسين وترسانة من الزوارق المطاطية. في حين تم إحصاء مئات العائلات المنكوبة وتحويلها إلى مراكز عبور مؤقتة. استدعت التقلبات الجوية المفاجئة التي اجتاحت ولايات من الشرق وضع مصالح الحماية المدنية خاصة بولاية الطارف في حالة تأهب قصوى تحسبا لمخاطر الفيضانات، واستلزم الأمر الاستنجاد بفرقة من الغطاسين وأربعة زوارق مطاطية لإجلاء 6 عائلات مكونة من 12 شخصا في منطقة بورمانة في بلدية بن مهيدي بعدما حاصرتها السيول الجارفة. وبالموازاة تم إنقاذ 4 أشخاص آخرين يشتغلون كحراس في الحقول والبساتين من موت محقق بعد فيضان الوادي المجاور لمزارعهم بشكل دفعهم إلى الاستنجاد بمصالح الحماية المدنية بواسطة هواتفهم النقالة.وبالبلدية نفسها تم تحويل 03 عائلة منكوبة من حي لعلايمية إلى دار الشباب بصفة مؤقتة. وببلدية بوثلجة تم إنقاذ 4 عمال منهم اثنان من جنسية فليبينية يشتغلون في ورشات الطريق السيار شرق غرب الذي تشرف عليه شركة ''كوجال'' اليابانية، بعدما تعذّر عليهم مغادرة منطقة ''خنفة عون'' لغزارة الأمطار واستحالة استعمال شبكة الطرقات. وعلى الصعيد نفسه أمرت السلطات الولائية بتحيول أكثر من 320عائلة منكوبة بعدة بلديات إلى مراكز عبور تجنبا لحدوث كارثة بمناطقهم المتضررة. وحسب مصادر محلية فإن خلية الأزمة التي نصبت بمقر الولاية تعكف على متابعة الوضع عن كثب بالتنسيق مع رؤساء البلديات وفرق الأمن والدرك والحماية المدنية. وسجلت الخلية عزلة العديد من القرى بسبب الإضراب الجوي وقطع عدة طرقات على غرار الطريق الوطني رقم 48 الرابط بين البسباس والذرعان، والطريق الوطني رقم 44، والطريق الولائي رقم 501 حيث تشرف فرق من الحماية المدنية على فتحهم أمام حركة المرور. وحسب المخطط الوقائي للحماية المدنية فإن 31 من بين 42 بلدية معرضة للفيضانات ومن إجمالي سكانها 013 آلاف نسمة من أصل 014 آلاف نسمة تعداد سكان الولاية تعتبر 74 ألف عائلة مهددة بهذه الكارثة، كما وقع في سنة 0002 عندما غمر الطوفان ثلاثة أرباع إقليم الولاية وتجاوزت الخسائر المادية 300مليار سنتيم مع خسائر بشرية ب6 قتلى. ومقابل هذه المخاطر التي تبقى احتمالات حدوثها قائمة مع كل اضطراب جوي، فإن الإمكانيات المادية من مراكز الإيواء والتغذية والرعاية الصحية والنقل والتدخلات السريعة التي حددها المخطط تبقى بعيدة عما هو متوفر واقعيا وغير كافية للتكفل بالمنكوبين، خاصة أن 76 مركزا للإيواء نصفها مهدد بالفيضانات وخاصة منها الملاعب والقاعات متعددة الرياضيات والمدارس لتواجدها بمواقع منخفضة، ومراكز أخرى عبارة عن مستودعات قديمة مصنفة في قائمة البنايات الهشة المعرضة للانهيار.