تسببت الفيضانات والانهيارات الناتجة عن الأمطار الطوفانية المتهاطلة بدون انقطاع في مقتل 12 مواطنا، عبر عدة ولايات، كما تسببت في إصابة خمسة مواطنين بجروح متفاوتة الخطورة، في حين انطلقت على مستوى الحماية المدنية عملية إحصاء وجرد الخسائر المادية التي لحقت بالمواطنين المتضررين جراء السيول والفيضانات والانهيارات تحسبا للتعويضات التي ينتظر منحها لهؤلاء، وقد سجلت مصالح الحماية المدنية 1408 تدخل لنجدة المواطنين خلال 24 ساعة الأخيرة. ويوجد من بين الضحايا ثلاثة قتلى بالجزائر العاصمة من بينهم طفل يبلغ 08 سنوات من عمره، لفظ أنفاسه الأخيرة في بلدية القصبة، جراء انهيار جدار عليه في حي نفيسة البالي بأعالي القصبة، وضحيتان اثنتان قتلتا ببوزريعة ورايس حميدو، الأول مراهق في 15 من عمره توفي عقب انهيار جدار دعامة عليه بسبب انجراف التربة ببوزريعة والثانية سيدة توفيت بعد انهيار بناية عتيقة برايس حميدو، كما يوجد من بين الضحايا أربعة قتلى بوهران من بينهم ثلاثة لفظوا أنفاسهم تحت الأنقاض إثر انهيار بناية قديمة بحي الحمري العتيق، وضحية أخرى توفيت أول أمس، تحت أنقاض منزلها الذي انهار عليها بحي شولي بوهران، وهي عجوز في الستينيات من عمرها، إضافة إلى أربعة قتلى بولاية بومرداس، ومواطن مفقود مايزال البحث عنه جار إلى حد الساعة بعد أن جرفه وادي تيزة بدلس. وقد اضطر والي ولاية الجزائر إلى الرد عن احتجاجات المواطنين الذين خرجوا إلى الشارع للتعبير عن غضبهم بالقصبة وبئر خادم، إلى تنصيب خلية أزمة على مستوى ولاية الجزائر العاصمة يرأسها الوالي لمتابعة أوضاع المواطنين والتكفل بالعائلات المتضررة والمنكوبة من جهة، ولمواجهة أي كارثة قد تحدث من جهة أخرى، خاصة وان عددا كبيرا من البنايات المهددة بالإنهيار مأهولة بالسكان، وقد تنهار على رؤوس سكانها في أي لحظة أمام استمرار الأمطار الطوفانية في التهاطل. ويأتي تنصيب خلية الأزمة بولاية الجزائر في وقت ينام ويستيقظ سكان الأحياء العتيقة والبنايات القديمة بالقصبة وبلكور وحسين داي وبولوغين وباب الواد والقصبة وبوزريعة وعين البنيان وزرالدة وبئر خادم وسكان مراكز العبور والأحياء القصديرية وغيرها على هاجس "الإنهيارات والفيضانات"، بينما فضلت كثير من العائلات الفرار من مساكنها وقضاء لياليها عند الأقارب خوفا من انهيار بناياتهم، في حين قضت عائلات أخرى لياليها طيلة هذا الأسبوع في إخراج المياه المتسربة إلى شققهم وإنقاذ أثاثهم وأبنائهم، لاسيما في البيوت القصديرية. كما تم تنصيب خلايا أزمة على مستوى كل المقاطعات الإدارية لولاية الجزائر ال 13، تعمل تحت إشراف والي ولاية الجزائر وتضم ممثلين عن الحماية المدنية، كما تجنّدت مصالح الأمن والدرك الوطنيين ومصالح التقنية تحسبا لنجدة المواطنين. وذكر مسؤول بالخلية انه منذ بداية التهاطل الغزير للأمطار التي بلغت 150 ملم، أنه تم تسجيل 378 فيضان على مستوى المنازل وشوارع العاصمة، مما تسبب في قطع عديد من الطرقات. وحسب حصيلة للحماية المدنية، فقد تم تسجيل 29 حالة انهيار كلي لمنازل قديمة وجدران، إضافة إلى تسجيل 33 خطر انهيار و29 انزلاق تربة. أما بولاية البليدة، فقد تدخلت ذات المصالح ببلدية بن خليل لإيواء 32 عائلة مؤقتا على مستوى المؤسسات التربوية بعدما غمرت مياه الأمطار سكناتها. جميلة بلقاسم