كشفت رئيسة قسم مراقبة الأمراض غير المتنقلة بالمعهد الوطني للصحة العمومية، على هامش الملتقى الذي نظمته جمعية “البدر" لمساعدة مرضى السرطان بالمدرسة التقنية لسونلغاز، عن تسجيل 1800 حالة جديدة بسرطان عنق الرحم سنويا بالجزائر، ويمثل هذا النوع من السرطانات نسبة 12.5 بالمائة من أنواع السرطانات التي تصيب النساء محتلا بذلك المرتبة الثانية بعد سرطان الثدي. أما عالميا فقد ذكرت المتحدثة عن تسجيل ما يقارب 500 ألف حالة سنويا 80 بالمائة منها في الدول المتخلفة، كما يسجل سنويا ما بين 55 و60 ألف حالة وفاة في العالم بسرطان عنق الرحم. وأكدت المسؤولة نفسها أن الإمكانيات ووسائل علاج هذا النوع من السرطانات متوفرة بالجزائر، في حين يبقى مشكل الوقاية وعدم التشخيص المبكر لهذا الداء لدى النساء مما يؤدي إلى ارتفاع عدد حالات الإصابة. هذا وقد سجلت جمعية “البدر" لمساعدة مرضى السرطان بولاية البليدة الشهر الماضي من خلال سبر آراء الذي قامت به حول سرطان عنق الرحم مست الدراسة 331 امرأة، وأظهرت نتائج الدراسة أن 70 بالمائة من النساء المستهدفات لا يعرفن هذا النوع من السرطانات، ولهذا أكد عضو جمعية البدر ياسين تركماني في عرضه نتائج سبر الآراء على أهمية التحسيس والتوعية في الوسط النسوي بخطورة هذا الداء وطريقة انتقاله للمرأة والوقاية منه. وفي هذا الصدد قامت طبيبة نساء وتوليد بمستشفى ببن بوالعيد بولاية البليدة خلال مداخلتها بالملتقى بالتحسيس من خطر تحول فيروس ال«ببيوما" إلى سرطان عنق الرحم، حيث أكدت المتحدثة أن 80 بالمائة من الإصابة بسرطان عنق الرحم ناتجة عن فيروس ال«ببيوما" خاصة إذا وصل مستوى هذا الفيروس ما بين 16 و18 بينما تبقى نسبة تحوله إلى هذا النوع من السرطانات ضئيلة عند يكون هذا الفيروس في المستوى الرابع. وفي هذا الصدد شددت طبيبة النساء المتحدثة على مدى أهمية التشخيص المبكر للرحم، والتلقيح ضد هذا الفيروس، مشيرة إلى أن الوقاية من هذا الداء تكون عن طريق المسح البسيط لعنق الرحم يقوم به طبيب مختص باستعمال الميكروسكوب. وخلال الملتقى تبين أن الفئات الأكثر عرضة للإصابة بفيروس “الببيوما" هن النساء الحديثات الزواج وهو فيروس ناتج عن العلاقات الجنسية، وكذا المرأة في ولادتها الأولى، لهذا شددت رئيسة قسم مراقبة الأمراض غير المتنقلة بالمعهد الوطني للصحة العمومية تشخيص هذا الداء بالنسبة للنساء حديثات الزواج وكذا بعد الولادة الأولى وذلك مرة كل ثلاث سنوات خاصة إذا كانت المرأة مصابة بهذا الفيروس، لتضيف أن النساء فوق الثلاثين سنة هن كذلك عرضة لهذا الداء لكن بدرجة أقل مع الوضعيات الأولى المذكورة.