^ تهديدات لحكومة النهضة من التدخل في مالي بعد أن منعت السلطات القضائية في تونس بث حوار إذاعي لزعيم تيار "أنصار الشريعة"، سيف الله بن حسين المعروف باسم "أبو عياض"، وصف فيه عملية اختطاف رهائن الجزائر بأنه عمل إرهابي "محمود"، نفذ أمس التيار تهديده، وقام بإنزال الحوار على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك". وأرجعت السلطات قرار المنع، إلى أن "الحوار قد يتضمن بعض التسريبات والإشارات المشفرة والرموز مما يؤثر على سير الأبحاث ويعكر صفو النظام العام". مثلما جاء في نص الوثيقة الصادرة عن المحكمة الابتدائية بالعاصمة، خاصة أن أبو عياض مطارد ومطلوب من قبل الأمن التونسي. كما يعتبر المطلوب الأول للداخلية التونسية، التي تتهمه بالضلوع في أحداث السفارة الأمريكية التي قتل فيها 4 ضحايا. وفي الحوار الممنوع تحدث أبو عياض، عن العديد من القضايا سواء المتصلة بالشأن التونسي، أو الحرب التي تشنها فرنسا في مالي. وفي هذا الإطار حذر زعيم "أنصار الشريعة" المحسوب على تيار السلفية الجهادية، الحكومة التونسية من "التورط في الحرب في مالي"، عبر تقديم مساعدات لوجستية إلى القوات الفرنسية. ولم ينف إمكانية وجود "جهاديين تونسيين يقاتلون في مالي"، حيث قال إن "الحركة الجهادية في مالي هي مزيج من جنسيات متعددة من نيجيريا والصومال والتشاد والنيجر والسنغال والمغرب وموريتانيا وتونسوالجزائر وليبيا ومصر". في السياق ذاته وصف أبو عياض عملية احتجاز رهائن جزائريين وأجانب بحقل غاز في الجزائر مؤخرا ب«الإرهاب المحمود". كما أشار إلى أن الحرب "ستتوسع ولن تبقى محصورة في مالي". وقال "إذا ثبت أن تونس دخلت هذه الحرب، فلا يلوم الجيش أو الحكومة إلا نفسيهما".. وهو أول تهديد علني يوجهه أبو عياض للحكومة التي يقودها حزب النهضة الإسلامي، منذ الإعلان عن تنظيمه في أفريل 2011 . يذكر أن رموز تيار السلفية أكدوا في أكثر من مناسبة أن "تونس أرض دعوة وليست أرض جهاد". ويأتي هذا التهديد بعد تصريحات سابقة لوزير الداخلية، أشار فيها الى أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، يسعى لبعث نواة له في تونس. وعلق أبو عياض على كلام الوزير التونسي، قائلاً إن "أمريكا بالذات والغرب بصفة عامة، وإسرائيل ضاقوا ذرعا بانتشار الجماعات السلفية في تونس واستنتجوا أن تونس صارت خزاناً للتيار الجهادي". كما لم يفوت الرجل الفرصة للتهجم على وزير الداخلية، قائلا "إن وزير الداخلية علي العريض لا يملك السيطرة على وزارة الداخلية". وأضاف "علي العريض ضعيف حتى إن كل تصريحاته تصبّ في مصلحة المتنفذين في وزارة الداخلية محاولة منه لإرضائهم" على حد تعبيره. كما وصف الوزير بالمريض نفسيا أو ما يُسمي "بمرض استوكهولم" على حد تعبيره. وأضاف "هذا التيار الذي بدأ يتشكل ويبني مؤسساته في تونس، لا يمكن ضربه إلا بضرب رأسه، لذلك هم يصرون على ضرب هذا الرأس سواء كان أبو عياض أو غيره".