ينتسب الشيعة إلى جعفر الصادق عليه السلام.. أحد أحفاد علي كرم الله وجهه.. لقب بالصادق لأنه لم تعرف عنه كذبة.. ولم يسجل عنه أنه قلب الحقيقة.. أو أشاع الزيف.. بمبرر سياسي أو خدمة للسلاطين.. وكان يفترض في أتباعه إن كانوا كذلك أن يصطفوا خلفه.. لا أن يختاروا الوقوف في مربع مسيلمة الكذاب. لكن يبدو أن الشيعة الذين ينتصرون لمذهبهم على حساب الشعب السوري.. أقرب إلى "نيقولا ماكيافيلي" منهم إلى جعفر الصادق.. فالغاية تبرر الوسيلة.. ودعم السفاح النصيري في دمشق مقدم على الالتزام بأخلاقيات الإسلام.. والتواطؤ على قهر الشعب السوري يسبق الاستجابة لصيحة الحسين عليه السلام في وجه القتلة.. "هيهات منا الذلة". ***** الانتصار للحقيقة.. لا يقل قيمة عن الانتصار للحق.. وهذا ما لم يستوعبه الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي.. الذي يكذب على المكشوف.. ولا يتحرج من قلب الحقائق.. بتزيين الوجه القبيح للنظام السوري المجرم.. حين يدعي أن هذا النظام (الذي صمد لسنوات أمام السياسات العدوانية يتمتع بدعم شعبه..) مبررا دعمه (بمواجهته للمؤامرة التي تدبرها ضده قوى الاستكبار العالمي). فمتى كان المذبوح داعما لجزاره.. وسكينه لا تزال مغروزة برقبته.. وشلال دمه يتدفق من شرايينه بلا توقف؟ أمن المعقول أن الضحية تزكي جلادها.. الذي يسعى في رهنها بين يدي أقلية نصيرية حاقدة وفاسدة؟ ثم.. أين هي هذه المؤامرة العالمية الاستكبارية.. التي تستهدف نظاما.. عاش عميلا وخائنا.. ويموت ذليلا حقيرا؟ إن المسافة بين جليلي الكذاب وجعفر الصادق.. هي المسافة ذاتها التي تفصل بين الطاغية بشار الأسد والشعب السوري الثائر.. وهذا ما لم يفهمه كذابوهذا العصر.