قالت مصادر قضائية موثوقة أمس ل" الأمة العربية" أن قاضي التحقيق لدى الغرفة الثانية بمحكمة جمال الدين للجنح أحال ملف شبكة "جوهر" لإجهاض الفتيات العازبات بوهران على محكمة الجنح بعد سلسلة من التحقيقات القضائية لتتم محاكمتها في غضون الأسابيع القليلة المقبلة وأضافت نفس المصادر أن هاته الشبكة الخطيرة تتكون من عاملة نظافة ورئيس قسم الاستعجالات الطبية ووسيطة هم الآن رهن الحبس المؤقت وطبيب ومتهم آخر تحت الرقابة القضائية كانوا ضمن شبكة خطيرة تنشط في مجال إجهاض العازيات و"البزنسة " بأدوية عالية الثمن تستورد من الخارج بالعملة الصعبة. مصادر أخرى على علاقة بملف شبكة الإجهاض "جوهر" أكدت بأن وكيل الجمهورية لدى محكمة وهران التمس لجميع أعضاء هاته الشبكة عند التقديمة إيداعهم الحبس وتوجيه لهم جناية تكوين جمعية أشرار ومساعدة الفتيات العازبات على الإجهاض. حيثيات هاته القضية التي هزت أركان المستشفى الجامعي بوهران تعود إلى بداية شهر أفريل الفارط عندما باشرت الشرطة القضائية بعاصمة الغرب الجزائري تحقيقاتها بخصوص هاته الشبكة الخطيرة بعد وصولها معلومات دقيقة تفيد بوجود شبكة مختصة في الإجهاض وتهريب الأدوية تضم في صفوفها كلا من عاملة نظافة تدعى "ح.ج" البالغة من العمر 44 سنة تعمل بمصلحة طبّ الأطفال بالمستشفى الجامعي هي العقل المدبر لهاته الشبكة وتحولت من عاملة بسيطة إلى واحدة من بين العاملات التي تملك عدة شقق بالكورنيش الوهراني تبين بعد التحقيقات والتحريات التي باشرتها الجهات الأمنية المختصة إنها من عائدات الإجهاض، وفتاة أخرى تدعى "ل.ن" 23 سنة كان لها دور الوسيط وجلب الزبونات "العازبات"، إضافة إلى ممرّضات ورئيس قسم الاستعجالات الطبية، ليتم توجيه لهم تهم من العيار الثقيل تكوين شبكة خطيرة تنشط في مجال تهريب الأدوية وإجهاض الفتيات العازبات مقابل مبلغ 4 ملايين سنتيم للعملية الواحدة وأضافت مصادر على صلة مباشرة بالملف أن مصالح الأمن تمكنت من الإيقاع بهاته الشبكة بعد تجنيد شرطية انتحلت صفة عازبة "حامل" تودّ إجراء عملية إجهاض، حيث تمّ اكتشاف وكر العمليات التي كانت تجرى في بيت المنظّفة بحيّ المجمع السكني "ليسكور"، وحسب ما أشارت إليه مصادر مؤكّدة فإنّ عاملة النظافة التي تعدّ محور هذه الشبكة عثر بمنزلها على مجموعة من الأدوية المستعملة في الإجهاض والمواد الصيدلانية ومبلغ مالي قدره 20 مليون سنتيم . وأكّدت مصادر عليمة أخرى أنّ شبكة"جوهر "للإجهاض متمرّسة وتنشط منذ مدة في هذا المجال، وهي مكوّنة من منظّفات وممرّضات يتسلّلن إلى مريضات الطابق الثاني المخصّص للممرّضات ويتفقن على عمليات الإجهاض، ويعقدن في السرّ عمليات بيع حبوب "سيتوتاك" للحالات المتعسّرة بأثمان مضاعفة، فيما أفادت أنّ الدواء غير موجود بتاتا في صيدلية المصلحة، وأنّ مكان توفره يقتصر فقط على عيادات التوليد الخاصة التي تسرّبه أحيانا بقيمة 1000 إلى 1500 دج للقرص الواحد، أو لدى الأشخاص الذين يتيّسر لهم اقتناؤه من فرنسا، والعملية لا تتّم إلاّ بوصفة طبية في كلّ الحالات ولم تستبعد مصادر "الأمة العربية" أن تكون لشبكة جوهر علاقة بالشبكة التي تم إلقاء عليها القبض في نهاية شهر ماي الفارط بمنطقة العامرية تقودها امرأة تساعد الفتيات العازبات على الإجهاض بعدما عثرت مصالح الأمن داخل منزلها على أدوية تساعد على الإجهاض تم جلبها من المستشفى الجامعي بوهران وأفضت التحقيقات الأمنية آنذاك إلى تحديد هوية ممون هاته السيدة بالأقراص التي تستعمل في عمليات الإجهاض وتبين أنه عون أمن والوقاية بمستشفى وهران .