- كاتب المسرحية: أفضل الرجوع إلى التراث المحلي لأنه غني بالأحداث حسناء شعير عرضت على خشبة المسرح الوطني الجزائري “محي الدين بشطرزي” مساء أول أمس، مسرحية “فرعون”، وهي آخر أعمال التعاونية الثقافية لمسرح سطيف. ويعالج هذا العرض الذي كتب نصه عبد المالك بوساهل، موضوع الراهن العربي في ظل الأحداث الأخيرة المسماة ب”الربيع العربي”، وذلك على خلفية موضوع آخر لا يقل خطورة وهو “الحرڤة” أو”الهجرة اللاشرعية للشباب”. وتمكن هذا العمل الذي قدم بأسلوب “كوميدي” أو عبثي كما وصفه صاحب النص، من مداعبة الأحاسيس المكتومة للجمهور وإيقاظ وعيه تجاه قضايا حيوية ومصيرية تتعلق بمستقبله ومستقبل وطنه. وكان رد فعل الجمهور طيلة العرض في المستوى، حيث تجاوب مع قوة بعض المواقف التي هزته سواء لحظات الذروة الدرامية أو تلك المواقف الهزلية. وتمكن الممثلون من تجاوز جمود “الديكور” البسيط الذي كان عبارة عن حاوية مهجورة يحيط بها سواد الليل وسكونه الذي تشقه بين الحين والآخر أصوات الموج المرتطم بالشاطئ وأحلام الشباب في بلوغ عالم الحياة فيه أجمل. وحط هذا العمل الجديد للتعاونية والذي أخرجه نبيل بن سكة بالمسرح الوطني بعد جولة في العديد من المدن الجزائرية ونال جائزة التحكيم في الدورة الأخيرة من مهرجان مستغانم لمسرح الهواة. من ناحية أخرى، أكد كاتب العرض والذي قام بدور الملك في المسرحية، أن هذا العمل مرشح للمشاركة في مهرجانات عربية بتونس والمغرب. كما سيعرض بباريس للجالية الجزائرية هناك ويشارك أيضا في مهرجان المتوسط بإيطاليا. وقام بأداء الشخوص الأربعة في المسرحية إلى جانب كاتبها؛ كل من فاروق رضوانة وعبد الرحيم غدير وإسماعيل بلحاج. وتعد الجمعية التي قدمت المسرحية من أقدم الجمعيات المهتمة ب”أبي الفنون” في مدينة سطيف، حيث بدأت النشاط في الثمانينات ضمن حركة المسرح الهاوي ولها عدة أعمال. وكان بوساهل كتب للفرقة عدة مسرحية كما اقتبس أعمالا للكاتب والشاعر السوري ممدوح عدوان مثل “بارود باشا” و”الكلاب” وأيضا مسرحيات لفنان سوري آخر هو سعد الله ونوس. ويقول بوساهل المتأثر بأعمال علولة وكاكي وكاتب ياسين “أفضل في كتابتي الدرامية الرجوع إلى التراث المحلي لأنه غني بالأحداث والصور والحكم”، مضيفا أن مسرحيته الجديدة ستحمل عنوان “الأسد والذئب” وهي مستلهمة من هذا التراث، وفق تعبيره.