بدأت نذر حرب أهلية بين الطوارق والعرب في شمال مالي تلوح في الأفق، بعد المواجهات الأخيرة التي شهدتها مدينة الخليل المالية الواقعة على بعد 30 كلم من الحدود الجزائرية، بين الحركة الوطنية لتحرير أزواد المتشكلة من مقاتلين طوارق، والحركة العربية لتحرير أزواد. وتوجه الحركة العربية لتحرير أزواد، التي أنشئت في مارس 2012 ، وينحدر جل مقاتليها من مدينة تمبوكتو، اتهامات إلى المقاتلين الطوارق، بالقيام بعمليات نهب واغتصاب في حق العرب، وعلى إثر ذلك قامت بمهاجمة كتيبة تابعة لهم في مدينة الخليل القريبة من الحدود الجزائرية، انتقاما مما اعتبرتها ممارسات مسيئة للعرب. وما يزيد الأمر سوء هو دعم القوات الفرنسية لمقاتلي الحركة الوطنية لتحرير الأزواد على حساب الحركة العربية، وهو ما عبر عنه بوبكر ولد طالب، أحد مسؤوليها، في تصريح له من باماكو قائلا "أربعة مقاتلين من الحركة أُصيبوا بجروح، أثناء عمليات قصف للجيش الفرنسي ضد قاعدتنا في انفارا البلدة الواقعة على بعد 30 كلم عن الحدود الجزائرية. وأضاف "إن طائرات فرنسية قصفت قاعدتنا ودمرت خمس آليات تعود لحركتنا أيضا". ودان "الدعم المفتوح" لفرنسا لحركة تمرد الطوارق في الحركة الوطنية لتحرير أزواد التي اتهمها "بنهب أملاك أهالينا" و«اغتصاب فتياتنا ونسائنا". ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية، عن مصدر أمني إقليمي، تأكيده لعمليات القصف، حيث قال إن "طائرات عسكرية فرنسية قصفت أمس الأول مواقع الحركة العربية الأزوادية على مقربة من الحدود الجزائرية. لكن العداء المعلن من الحركة العربية لتحرير الأزواد ضد المقاتلين الطوارق لا يلقى الإجماع لدى العرب في شمال مالي، الذين يعتبرون ما تقوم به أفعالا معزولة لا تمت إليهم بصلة، ويصرون على وحدة المصير الذي يجمع الشعب الأزوادي بكل مكوناته العرقية. ويعكس هذا الشعور الرافض لأي اقتتال داخلي بين الماليين في الشمال، ما خرج به مؤتمر جامع للعرب في شمال مالي، احتضنته مورياطانيا في جوان 2012، عبر عن إدانته لكل الممارسات الطائفية بحق العرب أو الطوارق، واتهم بعض الحركات التي تروج لهذه السلوكات بارتباطها بعناصر خارجية من تجار المخدرات الذين ينشطون بكثرة في هذه المنطقة. وحسب بعض المعطيات، فإن الهجوم الذي قادته الحركة العربية لتحرير أزواد في الخليل، اشترك فيه عمر ولد حماها، الناطق الرسمي باسم تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، وهو المبرر الذي اتخذه الجيش الفرنسي في هجومه على الموقع الذي كانت تتحصن به الحركة بعد الهجوم.