تجددت المعارك بين الاطراف المتناحرة بشمال مالي وارتفاع مستوى التنسيق بين "الحركة الوطنية لتحرير أزواد" والقوات الفرنسية والأفريقية، خاصة بعد شروع هذه القوات في اقتحام جبال 'إيفوغاس'، حيث يتحصن مقاتلو الجماعات المسلحة. ودخل الطيران العسكري الفرنسي على الخط وبقوة أكثر منذ نهاية الشهر الفائت، حيث أن مستشارين عسكريين فرنسيين بدءوا التحضير لإنشاء قاعدتين جويتين فرنسيتين في الأراضي المالية من أجل مواصلة دعم القوة الإفريقية بالطيران الحربي، ويأتي هذا الإجراء بعد أن أبلغت عدة دول – مشاركة بقواتها في الحملة العسكرية في إطار القوة الإفريقية وأيضا دول مجاورة لمالي – فرنسا بمخاوفها من انهيار الوضع الأمني بعد انسحاب القوات الفرنسية من المنطقة المقرر بداية مارس الداخل، وفي هذا اشأن فإن فرنسا طلبت من حكومة باماكو السماح لها باستغلال مهبط طائرات وقاعدة لوجيسيتة في محيط مدينة 'تمبكتو' وموقع عسكري في منطقة 'كيدال' إلى الشمال الشرقي قرب الحدود الجزائرية. وتخطط فرنسا لإبقاء ما لا يقل عن ألف عسكري فرنسي في مالي بعد إتمام انسحاب القوات القتالية البرية من هذا البلد من أجل مواصلة الحرب ضد "الإرهاب" ودعم القوة الإفريقية التي توجد في مالي. وكانت قد كشفت "الحركة الوطنية لتحرير أزواد" أن مقاتليها منخرطون منذ صباح أمس الأول في معارك شرسة مع عناصر حركة "التوحيد والجهاد" بالقرب من 'عين خليل' المالية مع الحدود الجزائرية. وأضافت الحركة: "الهجوم جاء كردِّ فعل على عملية نفذها مقاتلون من حركة التوحيد والجهاد ضدنا بالمنطقة، وخلفت ثلاثة قتلى في صفوف مقاتلينا وعددًا من الجرحى". وتفاقم الصراع بين الحركتين بعد إعلان حركة أزواد تأييدها للتدخل الفرنسي العسكري لطرد "التوحيد والجهاد" و"أنصار الدين" من الشمال. وتقول بعض التقارير أن بعض القنابل انفجرت قرب الحدود الجزائرية، كما قصف الطيران الفرنسي للمناطق الحدودية، ولم يتأخر في الدخول على خط المواجهات الساخنة التي اندلعت عقب هجوم لقوات من "الحركة العربية للأزواد" على أن 'خليل' وهي احد معاقل "الحركة الوطنية لتحرير الازواد" التي تساعد القوات الفرنسية والمالية في ملاحقة العناصر المسلحة، الهجوم بحسب الحركة جاء ردا على ما تصفه بالانتهاكات الصارخة وعمليات الإبادة التي يتعرض عرب الازواد.