اتهمني البعض بالمزايدة في عمود أمس، حينما ربطت بين ما يجري في الأراضي المحتلة وما يجري في الملاعب المختلة، والمبرر أنه لا علاقة لما يتعرض له المسجد الأقصى بكرة القدم، كعرس يستقطب جماهير الأمة ويشحن همم رعاياها بأهازيج نصر مفقود، لم يعد موجودا إلا في ساحات اللعب..الفرحة العارمة بالإغارة الجزائرية على حلفاء مصر من الرونديين ''الخونة''. أفقدتنا ما بين تسعة وخمسة عشر قتيلا لقوا مصرعهم احتفاء بنحر الأعداء على أسوار ملعب ''تشاكر'' والنتيجة، أن ما جرى كان حربا وقتلانا العزل أبرياء نحتسبهم عند ''روراوة'' و''زاهر'' المصري، شهداء كرة، دفعوا فاتورة التسميم الإعلامي لساحة شعبين شقيقين وكبيرين، تفّهت تاريخهما كرة جلدية ''مسيسة'' لتجعل منهما مسخرة بين أمم لا زالت تحفظ لتاريخ البلدين أنه من هاهنا أدار رجلان كبيران، مباراة مفتوحة على صناعة التاريخ والأهداف المشتركة التي تقذف في مرمى وشباك المارد اليهودي والأممي، ليخلف بومدين وعبدالناصر وراءهما خلفا نقل المباراة الكبيرة من ساحة القدس إلى ساحات ''الرفس'' الكروي لمواقف وأمجاد الشعبين.. كان يمكن أن تلقى دعوة الشيخ القرضاوي، بجعل الجمعة الفارطة وقفة مع الأقصى، استجابة شعبية ورسمية عارمة لو أن الشيخ جعل منها وقفة كروية لن تتحرج الأنظمة العربية في التصفيق لها، لكن ولأننا نحن الكرة ولا كرة سوانا، فإن ما بين تسعة وخمسة عشر نفرا جزائريا ''رفستهم'' كرة، وواجب العزاء يفرض علينا الوقوف دقيقة صمت على جيل كان أجداده يموتون على جبهات التحرير، فأضحى أبناؤه يستشهدون على شباك كرة مستديرة.