اعتصم صباح أمس، عدد من طلبة السنة خامسة جراحة الأسنان بوهران، أمام المركز الاستشفائي الجامعي للولاية المتخصص في طب الأسنان وجراحة الفم الواقع مقره بالبلاطو، وذلك احتجاجا على الأوضاع المزرية التي يزاولون بها دراستهم منذ بداية الموسم الجامعي الجاري، سواء ما تعلق بالمعدات الطبية اللازمة التي أكد المحتجون أنها شبه منعدمة أو ما يخص برمجة التربصات للمعنيين التي لم تبدأ بها الإدارة بعد وهو ما أثار احتقان المعنيين بالنظر إلى طبيعة التخصص وحساسية السنة الأخيرة بالدرجة الأولى. حيث أبدى المتضررون قلقهم واستغرابهم إزاء خطر التخرج دون فرصة الحصول على فترة تربصات كافية من شأنها تطوير عملهم ومنحهم الكفاءة بغية التوفر على إمكانية دخول عالم الشغل لاحقا، إلا أن المسؤولين لم يقدموا على إحداث أي تغيير أو استجابة للشكاوى المتكررة لطلباتهم بالرغم من مرور أكثر من شهر على بداية حصص التدريس لهذا الموسم الذي يفترض أن يكون مئة بالمائة تطبيقيا باعتبار أنه سيؤهل الطلبة إلى ميدان تقديم العلاج بأنفسهم وفق التخصصات المتاحة. الوضعية التي يتخبط فيها الطلبة تعود في حقيقة الأمر إلى عدة مواسم مضت حسب ما كشفته مجموعة من الطلبة، فمثل هذه المشاكل التي تولد احتجاجات من قبل من هم على مقربة من التخرج ليست وليدة أسابيع أو شهور فقط إلا أنهم مؤخرا لم يجدوا بدا من الاعتصام والتظاهر أمام مبنى المستشفى. وأضاف المعنيون أن أهم ما يؤرقهم هو مشكل الإمكانيات المادية الأمر الذي يضع أمر جودة مردودهم النهائي على المحك، كما أكدوا أن تخصصهم يتطلب تجهيزات معينة تتماشى والتطور الحاصل في مجال الطب لاسيما جراحة الأسنان إذ لا يعقل أن نتدرب على معدات عفا عليها الزمن واستعملها الملايين من الطلبة في الدفعات السابقة على مدى السنوات المنصرمة، إلى جانب هذا فإن عدد ما يسمى بقايا أجهزة طبية لا يتناسب إطلاقا مع عدد المتدربين المسجلين بالمركز الاستشفائي الجامعي محل الحديث، هذا إلى جانب البناء القديم الذي يدرسون به الذي بدوره يحتاج إلى صيانة وإعادة ترميم مستعجلين لا سيما مع اقتراب فصل الشتاء ما يهدد بتسجيل تسربات بالجملة داخل هذا البناء الهش والذي يصنف ضمن المباني الآيلة للسقوط، إلا أن مثل هذه التفاصيل لم تعد تهم المسؤولين عن هذا المركز الجامعي الذي يعد القبلة الأولى لطلبة طب الأسنان من جهة ومن جهة أخرى يعد منفذا للعديد من العائلات الوهرانية التي تفضل التعالج به كونه مستشفى حكوميا ولا يكلف مبالغ باهظة هذا على عكس العيادات الخاصة خارج المركز.