يعاني واحد من بين 3 جزائريين من مشكل تسوس الأسنان، ما يجعل جراحي الأسنان يصفون الوضع بالكارثي، داعين وزارة الصحة إلى ضرورة التطبيق الصارم للبرنامج الوطني لمكافحة التسوس في الوسط المدرسي، وكذا تكثيف الدورات التكوينية لصالح خريجي كليات جراحة الأسنان والأخصائيين والرسكلة لصالح الأساتذة المساعدين، حسب تصريح الدكتور لعرادة عميد كلية الطب بالعاصمة للصحافة، على هامش انعقاد اليوم الدراسي لكلية الطب وجراحة الأسنان المنعقد أول أمس بالمكتبة الوطنية في الحامة· يستهين المواطن الجزائري عموما بأمراض الفم بما فيها تسوس الأسنان، ولا يزور جراح الأسنان إلا متأخرا حينما تتعقد الأمور كلية ويصبح من الصعب معالجتها، على غرار اعوجاج الأسنان، الأورام والالتهابات، وعليه ينصح الأخصائيون بضرورة زيارة جراح الأسنان مرتين على الأقل في السنة، خاصة بالنسبة للأطفال عند ظهور الأسنان، حيث تسجل لدى بعضهم اختلالات يمكن أن تشكل خطورة مستقبلا·· إذ تشير الدراسات أن اغلب الأمراض المزمنة كالقلب والفشل الكلوي والتقرحات الجلدية وأمراض العيون، مصدرها الأساسي أمراض الأسنان غير المتكفل بها· وفي السياق، يقول البروفسور عايفه عبد القادر، أستاذ في كلية جراحة الأسنان بالجزائر، أن العلاج المناسب في الوقت المناسب فيه ادخار كبير لأموال الدولة، التي تصرف في علاج أمراض الفم المقدرة بالملايين من الدينارات· موضحا أن تسوس الأسنان بات وباء عالميا ولا يقتصر فقط على بلد دون آخر·· ملحا على ضرورة تفعيل آليات الوقاية· من جهته، صرح البرفسور حفيز سليم، رئيس مصلحة جراحة الفك والوجه بمستشفى مصطفى الجامعي، ل"المساء"، أن الوقاية من أمراض الفم لا تعني استعمال المنظف فحسب، وإنما التشخيص المبكر للمرض وتطوير مصالح جراحة الأسنان على مستوى كل المصالح الطبية، وتزويدها بآخر الابتكارات التكنولوجية لتكفل أحسن بالمرضى، دون إغفال جانب التكوين المتواصل للأخصائيين· وفي سياق متصل، تعتبر جراحة الأسنان التونسية بوستة فوزية، بروفسور في كلية كلود برنارد بليون الفرنسية، أن التكوين أكثر من ضرورة بالنسبة لجراحي الأسنان، لأن هذا الحقل يشهد تطورات مذهلة ومتسارعة، وإذا لم يلم الأخصائي على الأقل ببعضها فلن يتمكن من التكفل بمرضاه، علما أن هذا الاختصاص حساس جدا ويتعلق بفم الإنسان الذي يعتبر محيطا خصبا للعديد من بكتيريا للفم ولكافة الجسم وعن آخر التطورات تتحدث الأخصائية عن تقنية "الاندونوسي"، وهو علاج جذور الاسنان، معتبرة إياها ثورة حقيقية في علاج الاسنان· جدير بالذكر انه يتخرج سنويا من كلية طب وجراحة الاسنان بفروعها، حوالي 1000 متخرج، 80 % منهم نساء يتعذر على أغلبهن العمل بالجنوب والهضاب العليا لأسباب كثيرة، وهو ما يفسر التوزيع غير المتكافئ لجراحي الأسنان عبر القطر الوطني·