مسعودي علي بن السعيد الشهير عند أهل عين ولمان باسم “عليلو”، شاب بلا أطراف يسبح ويرسم ويستعمل الحاسوب بجدارة بعين ولمان في سطيف، من ذوي الاحتياجات الخاصة لم تمنعه الإعاقة من النبوغ والتفوق وتحدي واقعه وكسب الرهان بعدما كتب قصة نجاح وتربع على قمم المجد حيث لم تمنعه ظروفه الخاصة من أن يكونوا عبرة لغيره. رسومات جدارية ورقية وزجاجية المرتبة الأولى وطنبا العام الفارط و8 ميداليات أخرى في الرسم عليلو من مواليد 20/08/1991م من هؤلاء لأشخاص من ذوي الإعاقة الذين تحدوا إعاقتهم واستطاع أن ينجز ويرتقي بنفسه إلى أعلى المستويات حيث ارتدى زي العزيمة، وتوشح بسلاح الصبر، ليجد نفسه في المقدمة، بعد معاناة، فإعاقة عليلو لم يجد لها الطب تفسيرا وهي حالة نادرة الحدوث تسمى “غيبة الأطراف” بعد أن خرج عليلو إلى الحياة دون يدين وقدم واحدة غير أنه لم يستسلم لواقعه أو يدع ذلك يحد من تطلعاته بل واصل مشواره بعد المستوى الثانوي حيث ظهرت موهبته في الرسم واختار عليلو دار الشباب “البشير الإبراهيمي” مكانا يخرج فيه إبداعاته ورسوماته، ليلتحق عام 2008 بمركز الفنون الجميلة بسطيف ويتحصل على شهادة في الرسم وكيفية تلقينه للمقدمين عليه بعد دراسة دامت 3 سنوات، ليتم بعدها تكوين مجموعة من الرسامين تتكون من 15 عضوا من الجنسين وهي الآن تنشط بمركب عين ولمان، زيادة على هذا تربص في التكوين المهني بعين الكبيرة اختصاص طلاء وحروف الزخرفة. ورغم إعاقته اليدوية إلا أن ذلك لم يمنعه من مداعبة الريشة لدرجة أنه أنجز عدة رسومات جدارية تشهد على إمكانياته. وشارك عليلو في العديد من مسابقات الأولمبياد فأثبت جدارته في الحصول على المرتبة الأولى ولائيا بالرسم بقلم الرصاص، كما تحصل على 8 ميداليات في هذا الشأن، في حين تحصل في احتفال 5 جويلية الماضي على المرتبة الأولى وطنيا بلوحة زيتية في المرآة (على الزجاج) تخص الخمسينية سلمت لرئيس الجمهورية. 4 مرات بطل الجزائر و15 ميدالية في السباحة كون هذا الفتى المقدام يعتبر من أبطال الجزائر في السباحة حيث بدأ تعلم السباحة منذ أن كان عمره 9 سنوات في إنجلترا حيث ذهب قصد العلاج، وتحدى إعاقته وأكمل مسيرته في السباحة حتى يحقق حلمه، فقد وصل إلى مبتغاه بصبر وإصرار وحصل في أربع مرات متتالية على بطل الجزائر منذ سنة 2008 إلى غاية 2012 في اختصاص السباحة على الصدر 100 متر و50 مترا سباحة حرة وتوج ب 15 ميدالية. ورغم هذه البطولات إلا أن حلمه لم يتوقف فهو الآن يحلم بإكمال المسيرة للوصول الى العالمية. يتقن استعمال الحاسوب والتحكم في القنوات الفضائية كما أنه يتقن استعمال الحاسوب حيث تعلم استخدامه منذ سنوات، وله شهادة في هذا التخصص كما يستطيع تغيير القنوات الفضائية وهو على سريره. وعن قصته في ذلك يقول عليلو لم تمنعني إعاقتي من تعلم استخدام الحاسب الآلي والتصفح في مواقع الشبكة العنكبوتية وبجدارة، وكذلك التحكم بجهاز التلفزيون وتغيير القنوات الفضائية. الإعاقة لا تلغي إمكانية تحقيق السعادة الزوجية وفي هذا الشأن رد عليلو بجملة واحدة “أنا أدرك أنني غير قادر على أن أمسك يد زوجتي لكن إذا حان الوقت فسأكون قادرا على الإمساك بقلبها لأن القلب لا يحتاج إلى يد”. دعم الأسرة دافع حقيقي للنجاح والتميز… لم تمنع الإعاقة الحركية عليلو من مواصلة حياته الاجتماعية بنجاح، فبتشجيع ودعم من أفراد أسرته لم يشعر بأن شيئا ينقصه أو يميزه عن بقية إخوانه أو أصدقائه، فهو يزاول حياته بشكل طبيعي، متحديا إعاقته نحو إثبات ذاته وتنمية مهاراته. ودون دعم ومساعدة أهله له وحرصهم الدائم على توفير كافة الأجواء المناسبة لكان وضعه وحاله مختلفا عما هو عليه الآن. ويستذكر الوقفات المثالية لأهله وإخوانه إلى جانبه ودعمهم المتواصل بتهيئة كامل الأجواء لتتناسب معه وتوفير كل ما يحتاجه من متطلبات وكذلك تشجيع والديه له ودفعه للتفوق والنجاج وتحقيق جل رغباته وطموحاته خاصة في مجال السباحة الذي أحرز فيها الكثير من النجاحات على المستوى المحلي والوطني، قائلا: “المعاق لا يعلم أنه معاق إلا إذا أشعره من حوله بذلك، وهذا لم يحدث لي”. عليلو يستفيد من محل للحرفيين ليستغل موهبته في الرسم كان طلب عليلو الوحيد الذي يستفيد من محل للحرفيين حتى يتمكن من استغلال موهبته، وهنا عمل رئيس دائرة عين والمان عبد المجيد غايب على تحقيق طلبه وتقديم له هدية بمناسبة اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة حيث منحه محلا مهنيا تجاريا ضمن محلات رئيس الجمهورية وذلك تقديرا لإبداعه وتشجيعا لنشاطه المتمثل في الطلاء وحروف الزخرفة.