يسود الوضع المكهرب محافظة جبهة التحرير الوطني في ولاية معسكر، منذ تنصيب بوخاري إبراهيم على رأس محافظة الحزب العتيد بذات الولاية منذ أكثر من سنة، إثر بروز صراع أجنحة على مستوى المحافظة وتدفق رسائل العديد من المناضلين على الأمانة التنفيذية الوطنية من أجل إعادة النظر في تركيبة المحافظة، على خلفية اتهامه هذه الأخيرة بالعجز عن تنصيب اللجان البلدية تحضيرا للمؤتمر الوطني التاسع المزمع عقده شهر مارس القادم، مع خروج خصوم أمين المحافظة عن صمتهم واتهامهم إياه بالفشل في تسيير شؤون الأفلان بالولاية. في السياق ذاته، ذكر أمين محافظة الحزب العتيد بمعسكر، أن هذه الحملة ''المسعورة'' حسب وصفه الهدف منها السعي إلى تركيعه وإضعاف قوة الأفلان موازاة مع تحضيرات الحزب لدخول المعترك الانتخابي الخاص بالتجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة، علما أن الصراع المحتدم داخل بيت الجبهة يقوده بعض أعضاء مكتب المحافظة ضد أمين هذه الأخيرة الذي يشغل في آن واحد منصب رئيس المجلس الشعبي الولائي، حيث طالب المعارضون الأمين العام للأفلان عبد العزيز بلخادم في آخر رسالة موجهة إليه بتعليق نشاط المحافظ الولائي واستبداله بشخصية أخرى تحظى بإجماع القاعدة النضالية للحزب، تأهبا للموعد الانتخابي المقبل الذي يطمح فيه الأفلان إلى كسب المزيد من الانتصارات تفاديا لسيناريو 2006الذي عاد كما هو معلوم لمرشح التجمع الوطني الديمقراطي. حرب الرسائل والتقارير المضادة التي غزت الجبهة في معسكر على نحو غير معهود، دفعت بلخادم على ما يبدو إلى إيفاد لجنة وطنية مكونة من أعضاء عن المجلس الوطني وعضو عن الهيئة التنفيذية في محاولة لترتيب البيت ورأب الصدع الذي غذته أجنحة من داخل الأفلان.