أنهى الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني مساء أول أمس، مهام اللجنة المؤقتة لتسيير محافظة الحزب لولاية تلمسان. القرار الذي وصفته مصادر البلاد بالمفاجئ، جاء ليضع حدا لحالة الترقب والتردد داخل كواليس الحزب بشأن مستقبل محافظة العتيد بولاية تلمسان على خلفية الصراعات التي قادها المحافظ المؤقت والسيناتور سابق مع قطاع واسع من المنتخبين من جهة والإدارة المحلية من جهة أخرى منذ الانتخابات المحلية لسنة 2007. وقد عمل هذا الأخير على خوض حرب ضد العديد من المنتخبين بالحزب الذين وصفهم بأبشع النعوت. والمؤسف بحسب بعض المصادر أن نوابا في الحزب ومن مستويات تعليمية مختلفة تدحرجوا إلى مهمة غير مشرفة بخوضهم حرب تصفية لإطارات الآفلان والمتعاطفين معه وتكريس الرداءة السياسية والتفرقة باستعمال شتى الوسائل والاحتماء وراء نفوذ المال عوضا عن العمل السياسي النظيف. كما أن البعض لعب دورا مزدوجا بين الجانحين بينما التزم البعض الآخر الصمت خوفا من الإفصاح عن توجهاتهم وهو موقف يقول بعض المناضلين إنه لا يشرف حزب جبهة التحرير الوطني الذي علم مناضليه الجرأة في المواقف. والغريب أن تسريب قرار حل مكتب المحافظة وإنهاء مهام المحافظ المؤقت، فتح الباب أمام بعض الوصوليين للقفز واللعب بعواطف المناضلين. قرار عبد العزيز بلخادم يعتبر حاسما من جهة أخرى كون المحافظ المؤقت الذي استعصت عملية تنحيته محسوب على جناح يوصف بالقوي داخل الحزب العتيد وهو الأمر الذي أطال من عمر الأزمة التي عاشها حزب جبهة التحرير الوطني. وعلمت البلاد من مصادر حسنة الإطلاع، أن القيادة المركزية للآفلان، أبلغت قيادات محلية باقتراح قائمة تضم عددا ممن يمكن أن يكونوا البديل المقترح لإدارة الحزب بعد المرور على الجمعية العامة الانتخابية. وقالت مصادرنا إن القائمة ستخضع لمقاييس من شأنها أن تعيد للعتيد مجده بتلمسان وأن تجمع شمل الإخوة الأعداء الذين تفرقت صفوفهم نتيجة المطامع والمآرب الشخصية التي كادت أن تقضي على قوة الآفلان بهذه الولاية. ويأتي القرار عشية بدء حملة الآفلان التحسيسية على مستوى المحافظات بشأن التحضير لانتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة والتحضيرات الجارية لمؤتمر الحزب وهما رهانان يعول عليهما كثيرا من أجل انطلاقة أكثر فعالية بالنسبة لحزب بحجم جبهة التحرير الوطني التي تعتبر النقطة المحورية في الساحة السياسية. كما أن الحديث عما يسمى بحزب جديد في الساحة السياسية والذي يقف وراءه شقيق الرئيس، كان نتيجة حالة الإعياء التي ظهر عليها الآفلان في بعض المواقع والولايات واحتدام الصراعات حوله، مما ترك المجال واسعا لظهور مثل هذه التسريبات والمشاريع السياسية الجديدة، كما حدث سنة 1997بظهور الأرندي. وفي هذا الشأن، يقول أحد المناضلين من المؤلم أن أشاهد حزبي بهذه الهشاشة التي ظل عليها منذ سنة 2007بتلمسان في وقت تجرأت حزيبات علينا بل أن منتخبين تمت إهانتهم من طرف مسؤولين عن الحزب بتلمسان وهو ما أدى إلى تفكك الحزب وتشتت مناضليه. من جانب آخر يرتقب أن يحل عبد الحميد سي عفيف بتلمسان في لقاء لجس النبض حول التحضير للجمعية العامة الانتخابية.