شهدت محاكمة مرشد ديني بالمملكة العربية السعودية وهو جزائري الأصل ينحدر من حي بلكور الشعبي، اعتصاما لأبناء حيه وعائلته أمام مجلس قضاء العاصمة مطالبين بإطلاق صراحه، المتهم الذي مثل أمام محكمة الجنايات أمس، ألقي القبض عليه، على خلفية تعليقه لراية سوداء مدون عليها “لا اله إلا الله محمد رسول اله” وهي الراية نفسها التي يعتمدها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وقد عرف الاعتصام مشادات بين أعوان الأمن والمتظاهرين بما فيمه المدون طارق معمري، حيث نددوا بالإجراءات القانونية التي اتخذت ضد المتهم (ح.ط) وطالبوا بإطلاق صراحه، منددين عبارات تشكك في نزاهة القانون، كما استغل المعصتمون الفرصة للمطالبة بمحاكمة وزير الطاقة السابق ورددوا عبارات حول قضية سونطراك. حيثيات الملف، حسب ما كشفت عنه محاكمة المتهم، تعود إلى شهر سبتمبر من سنة 2012 عندما أمر وكيل الجمهورية بفتح تحقيق ضد المدعو (ح. م) صاحب المنزل الذي حجزت به مصالح الأمن راية القاعدة معلقة في عمود طوله 3 أمتار بفناء منزله وبعد الاستماع إليه، صرح أن الراية أحضرها ابنه من المملكة العربية السعودية منذ أشهر وقام بتعليقها ولا يلعم أنها تخص الجماعات الإرهابية وعليه قام هذا الأخير بالاتصال بابنه الذي تقدم إلى وكيل الجمهورية وتم الاستماع إليه في بداية الأمر كشاهد قبل أن يتم توجيه الاتهام إليه، أما والده فقد استفاد من انتفاء وجه الدعوى. المتهم صرح خلال مثوله أمام المحكمة أنه لم تكن لديه أية نية للإشادة بالأعمال الإرهاربية وأنه علق الراية بنية تمجيد الإسلام، حيث أكد أنه بحكم عمله كمرشد ديني بالمملكة العربية السعودية، ضمن وكالة سياحة وأسفار يتعرف على عدة رعايا من جنسيات مختلفة من بينهم رعية تونسي صاحب الراية والذي قدمها له كهدية بعدما أعجبته وأنه بمجرد عودته إلى أرض الوطن لقضاء العطلة قام بتعليقها وعاد بعد شهرين إلى البقاع المقدسة لإرشاد الحجاج والمعتمرين. جلسة محاكمة المتهم عرفت توترا بين قاضي محكمة الجنايات والمتهم الذي أصر على أن محاكمته من أجل كلمة لا إله إلا الله محمد رسول مساس بالحريات الدينية وبالإسلام، الأمر الذي أثار غضب القاضي الذي أكد أن المستوى التعليمي للمتهم وهو الثانية متوسط لا يرقى لمناقشته في الأمور الدينية، مؤكدا أنه من حقه التبرك بالراية والاحتفاظ بها في منزله لا تعليقها للعيان لمشاهدتها. أما ممثل الحق العام فقد أصر على أن أركان الإشادة بالأعمال الإرهابية قائمة لأن الراية تلفت انتباه جميع المارة وتذكرهم بالتنظيم الإرهابي المعروف باسم القاعدة، مستشهدا بحادثة تيڤنتورين والصور التي نقلتها وسائل الإعلام من بينها رمز القاعدة، ملتمسا تسليط عقوبة 8 سنوات سجنا نافذا و500 ألف دينار غرامة ماليه، في حين راح دفاع المتهم إلى معاتبة ممثل النيابة لعدم مناقشته المواد القانونية واكتفائه بالتذكير بماضي العشرية السوداء في حين أن الوقائع بعيدة كل البعد عن تلك الفترة، مؤكدا أن الراية التي ضبطت بمنزل المتهم هي في الأصل علم المملكة العربية السعودية قبل أن يصبح لونه أخضر وأنها لا تمت بصلة لراية تنظيم القاعدة والذي يحمل عبارة القاعدة في المغرب الإسلامي إلى جانب دائرة مرسوم فيها سيفان وسلاح كلاشينكوف وهي الراية المعتمدة دوليا، ليتم في الأخير إدانة المتهم بعام حبسا نافذا.