أيمن. س/ وكالات أقر القادة العرب في ختام قمتهم الرابعة والعشرين حق كل دولة بتسليح المعارضة السورية ومنحها مقاعد سوريا في جامعة الدولة العربية، ودعوا إلى عقد قمة مصغرة بالقاهرة لإتمام المصالحة الفلسطينية. وأنهى القادة العرب أعمال القمة مساء أول أمس بدلا من استمرارها ليومين كما كان مقررا. وجاء في البيان الختامي الذي تلاه نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد بن حلي، التأكيد على “أهمية الجهود الرامية للتوصل إلى حل سياسي كأولوية للأزمة السورية مع التأكيد على الحق لكل لدولة وفق رغبتها تقديم كل وسائل الدفاع عن النفس بما في ذلك العسكرية لدعم صمود الشعب السوري والجيش الحر”. ورحب القرار الخاص بسوريا “بشغل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية مقعد الجمهورية العربية السورية في جامعة الدول العربية ومنظماتها ومجالسها إلى حين إجراء انتخابات تفضي إلى تشكيل حكومة تتولى مسؤولياتها السلطة في سوريا”. ويؤكد البيان اعتبار الاتئلاف “الممثل الشرعي الوحيد” للشعب السوري و”المحاور الأساس” مع جامعة الدول العربية، ودعت المنظمات الإقليمية والدولية إلى الاعتراف بالائتلاف ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب السوري. غير أن القرار يشير إلى تحفظات الجزائر والعراق، والنأي بالنفس بالنسبة للبنان. ويتضمن القرار العربي أيضا عقد مؤتمر دولي في إطار الأممالمتحدة من أجل إعادة الإعمار في سوريا وإلى تكليف المجموعة العربية في نيويورك بمتابعة الموضوع مع الأممالمتحدة لتحديد مكان وزمان المؤتمر. وقد ندد العرب في بيانهم بما وصفوه بالتصعيد الخطير الذي تمارسه قوات النظام السوري ضد شعبه. وكانت فلسطين القضية البارزة الثانية التي هيمنت على أعمال القمة العربية، فقد دعا البيان الختامي إلى اعتماد مبادرة أمير قطر بعقد قمة مصغرة لتحقيق المصالحة الفلسطينية بين حركتي “فتح” و”حماس”، وتشكيل صندوق لدعم القدس بقيمة مليار دولار أمريكي أعلنت قطر عن المساهمة بربع قيمته. ووجهت القمة دعوتها لمجلس الأمن من أجل الاعتراف بفلسطين بعضوية كاملة في جميع منظمات الأممالمتحدة، وأعربت عن رفضها لتهويد القدس. ودعا البيان إسرائيل إلى الانسحاب الفوري من الأراضي العربية المحتلة في فلسطين وسوريا ولبنان، وكذلك رفع ما وصفه بالحصار الجائر المفروض على قطاع غزة. في السياق ذاته، اعتبرت روسيا أمس، أن منح القمة العربية مقعد سوريا للمعارضة “خطوة جديدة مناهضة لسوريا”. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إنه “في الدوحة اتخذت خطوة أخرى مناهضة لسوريا، تمت دعوة وفد من الائتلاف الوطني السوري، ومنح حق الحصول على مقعد الممثلين الرسميين لسوريا في قاعة الاجتماعات”. كما أدانت ايران ما اعتبرته “سابقة خطيرة” أقدمت عليها جامعة الدول العربية عبر منح المعارضة السورية مقعد سوريا الشاغر منذ نوفمبر الماضي في المنظمة العربية. وبالتزامن مع ذلك، افتتح الائتلاف الوطني السوري المعارض أول سفارة له في العاصمة القطرية الدوحة أمس، بعد أن اعترفت به جامعة الدول العربية بوصفه الممثل الوحيد لسوريا. وفي تطور آخر، اعتبر معاذ الخطيب رفض حلف “ناتو” دعوته لدعم المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو الجيش الحر في شمال البلاد باستخدام صواريخ باتريوت، يبعث برسالة لنظام الرئيس بشار الأسد مفادها أنه “يستطيع أن يفعل ما يحلو له”. وأعرب الخطيب في تصريحات لوكالة “رويترز” عن تفاجئه بتعليق صادر عن البيت الأبيض الأمريكي من أنه “لا يمكن زيادة مدى صواريخ باتريوت لحماية الشعب السوري”، وتخوف زعيم المعارضة السورية من أن يكون هذا التصريح بمثابة رسالة للنظام السوري بأن “يفعل ما يحلو له”. من ناحية أخرى، طالب الرئيس بشار الأسد أمس، قادة قمة مجموعة بريكس الاقتصادية المجتمعين في جنوب أفريقيا، بالعمل على وقف العنف المستمر في بلاده منذ عامين ووضع حد لمعاناة الشعب جراء العقوبات الاقتصادية الغربية المفروضة عليه. ودعا الأسد قادة دول مجموعة البريكس “للعمل معا من أجل وقف فوري للعنف في سوريا بهدف ضمان نجاح الحل السياسي الذي يتطلب إرادة دولية واضحة بتجفيف مصادر الإرهاب ووقف تمويله وتسليحه”، وذلك بحسب الرسالة التي بعث بها إلى رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما ونشرتها وكالة الأنباء الرسمية السورية “سانا”. وتضم مجموعة البريكس الاقتصاديات الكبرى الناشئة، وتشمل البرازيل وروسيا والهند وجنوب إفريقيا، علما بأن الدول الأعضاء في هذه المجموعة امتنعت عن التصويت في مجلس الأمن خلال جلسة إقرار التدخل العسكري في ليبيا.