مندوب العراق يطالب “الزعماء” بإنشاء “مجلس أمن عربي” “الشيخ حمد” يمنح 250 مليون دولار ل”القضية الفلسطينية” أيمن. س/ وكالات بدأت في العاصمة القطرية الدوحة أعمال القمة العربية الرابعة والعشرين بمشاركة 16 ملكا وأميرا ورئيسا، وممثلين على مستوى عال لبقية الدول العربية؛ ويبحث الزعماء ملفات عدة تتصدرها الأزمة في بلاد الشام. ورفعت المعارضة السورية “علم الاستقلال” في قمة الدوحة، واستلمت مقعد بشار الأسد بالجامعة العربية. وفي مستهل الجلسة الافتتاحية دعا أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية لشغل مقعد سوريا في القمة، فيما رفع علم “الاستقلال” الذي تعتمده الثورة مكان العلم المعتمد من النظام السوري. وتستمر أعمال القمة التي تعقد تحت شعار “الأمة العربية.. الوضع الراهن وآفاق المستقبل” حتى يوم اليوم. وقال أمير قطر في كلمته أمام القمة إنه يدعو كلا من الرئيس المستقيل للائتلاف السوري أحمد معاذ الخطيب، ورئيس الحكومة المؤقتة غسان هيتو وباقي أعضاء الوفد السوري معهما إلى شغل مقعد سوريا المجمد منذ أكثر من عام، تنفيذا لقرار مجلس الوزراء العرب الذي عقد في القاهرة يوم السادس من الشهر الجاري على وقع تصفيق في القاعة، حيث ترأس الخطيب الوفد السوري وجلس على مقعد رئيس وفد “الجمهورية العربية السورية”. واعتبر حمد بن خليفة آل ثاني أن الائتلاف السوري وممثليه على مقعد سوريا يستحقون هذا التمثيل لما يقومون به من دور تاريخي في قيادة الثورة والاستعداد لبناء سوريا الجديدة. وأكد الحرص على وحدة سوريا أرضا وشعبا، واعتبر أن ذلك مسؤولية تاريخية يتحملها الجميع “ولا يجوز لأحد أن يتنصل منها”، وشدد على أهمية “الوحدة الوطنية التي لا تستثني أحدا، وإقامة نظام لا عزل فيه ولا تمييز بين المواطنين”. وحث أمير قطر مجلس الأمن الدولي على الوقوف مع الحق والعدالة والوقف الفوري لسفك الدماء في سوريا منذ عامين وتقديم المسؤولين عن الجرائم إلى العدالة الدولية، كما اعتبر أن “التاريخ سوف يشهد لمن وقف مع الشعب السوري في محنته مثلما ما سيشهد لمن خذله”.وجدد الشيخ حمد موقف بلاده المؤيد للثورة السورية وتطلعات الشعب السوري المشروعة في التغيير والحرية، مؤكدا استمرار قطر في تأمين الدعم الإنساني للشعب السوري، ودعمها للحل السياسي ولكن “شريطة أن لا يعيد هذا الحل العقارب إلى الوراء”، واختتم بالآية الكريمة “ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين”. وكان أمير قطر استهل كلمته بالحديث عن القضية الفلسطينية وما تواجهه من مخاطر، ودعا إلى عقد قمة عربية مصغرة في القاهرة في أقرب وقت ممكن بمشاركة حركتي التحرير الوطني والمقاومة الإسلامية لتحقيق المصالحة، وعدم انفضاض تلك القمة إلا بالتوصل إلى اتفاق وفق جدول زمني محدد لتحقيق المصالحة وتشكيل حكومة انتقالية مسؤولة عن إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية. وشدد الشيخ حمد بن خليفة على أن حقوق القدس لا تقبل المساومة، وأن على إسرائيل أن تعي هذه الحقيقة، ودعا إلى إنشاء صندوق برأس مال يبلغ مليار دولار لصالح القدس، وقدم ربع مليار دولار من قطر لهذا الصندوق على أن تغطي الدول العربية الأخرى القادرة المبلغ المتبقي، واعتبر أن القدس “تواجه خطرا شديدا” و”على الدول العربية أن تبدأ تحركا سريعا وجادا في هذا الشأن”. وشدد أمير قطر على أنه لا بديل عن الإصلاح في العالم العربي “ولا مجال للقهر والاستبداد”، محذرا من إطلاق إصلاح بوعود زائفة. ودعا إلى تقديم الدعم لدول الربيع العربي وخاصة مصر، واعتبر ذلك “في هذه الظروف واجبا علينا جميعا” المعارضة السورية و”الشرعية العربية” وعقب كلمة أمير قطر، رحب الأمين العام لجامعة الدولة العربية نبيل العربي بحصول الائتلاف السوري على مقعد دمشق في الجامعة العربية بصفته ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري، وأشار إلى أن الجامعة العربية وقفت منذ البداية إلى جانب انتفاضة الشعب السوري وطرحت عدة مبادرات للحل. وحمل النظام السوري مسؤولية التصعيد وفشل الحلول باستخدامه الأسلحة الثقيلة ضد شعبه، كما دعا العربي إلى مساعدة الدول العربية التي حدثت فيها ثورات على تجاوز المرحلة الانتقالية الحالية، وحث الجامعة العربية على تنفيذ الالتزامات المالية لدعم صمود الشعب الفلسطيني ودعم القدس. وإثر ذلك أعطيت الكلمة لرئيس الائتلاف السوري أحمد معاذ الخطيب الذي طالب فيها بحصول المعارضة على مقعد سوريا في الأممالمتحدة بعد الحصول على مقعدها في الجامعة العربية، مؤكدا أن الشعب السوري سيقرر من سيحكمه “لا أي دولة في العالم”.وقال الخطيب في كلمته أمام القادة العرب “يتساءلون من سيحكم سوريا، شعب سوريا هو الذي سيقرر لا أي دولة في العالم، هو الذي سيقرر من سيحكمه وكيف سيحكمه”. وقال الخطيب في كلمته “نطالب باسم شعبنا المظلوم بالدعم بكافة صوره وأشكاله، من كل أصدقائنا وأشقائنا، بما في ذلك الحق الكامل في الدفاع عن النفس ومقعد سوريا في الأممالمتحدة والمنظمات الدولية وتجميد أموال النظام التي نهبها من شعبنا وتجنيدها لإعادة الاعمار”. وأشار الخطيب في كلمته إلى محاولات للتشويش على الثورة السورية متمثلا بإثارة قضايا الأقليات والأسلحة الكيمياوية والإرهاب. وطالب باسم الشعب السوري بالدعم الكامل بكافة أشكاله للدفاع عن النفس، وختم كلمته بطلب من القادة المجتمعين بإطلاق سراح جميع المعتقلين في الدول العربية. وكان نائب الرئيس العراقي خضير الخزاعي افتتح القمة بوصف العراق الرئيس السابق للقمة، ودعا الخزاعي إلى تشكيل مجلس أمن عربي لتولي حل الإشكالات الأمنية بين الدول العربية، وإلى نقل البرلمان العربي مؤقتا من دمشق إلى بغداد لحين استقرار الوضع في سوريا. وعقب تلك الكلمات انتهت الجلسة العامة للقمة وبدأت جلسة مغلقة للقادة العرب. *** وصفت الأمر ب”الجريمة القانونية والسياسية والأخلاقية” سوريا تندد بمنح مقعدها في القمة العربية للمعارضة ندد الإعلام السوري أمس، بما أسماه “السطو” على مقعد سوريا في الجامعة العربية ومنحه للمعارضة السورية، بعد دعوة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية لشغل مقعد سوريا خلال القمة العربية ال24 التي بدأت أمس في الدوحة. ووصفت صحيفة “تشرين” الحكومية “هذا السطو” بال”جريمة القانونية والسياسية والأخلاقية”، مشيرة إلى أن الدولة السورية “لا تزال موجودة بصفة فعلية بشعبها وجيشها ومؤسساتها وأجهزتها وبكامل سلطاتها التشريعية والتنفيذية والقضائية، تمارس سيادتها الكاملة على أراضيها غير منقوصة”. وجاء في صحيفة “البعث” الناطقة باسم الحزب الحاكم “يا حيف، يا إخوة الضاد تجتمعون في جامعة الذئاب لتنالوا من قلبكم النابض بالعروبة، وتحاولوا استبدال الأصيل بذلك المسخ المنحرف والغارق في مستنقع العبودية والذل”. واعتبرت صحيفة “الوطن” الخاصة والمقربة من السلطة أن القرار “يمهد حكما ويشرعن أيضا لأي دولة أن تسلم سفارة أي دولة للمعارضين الذين تختارهم”، مشيرة إلى أن لا دولة تخلو “من تنظيم معارض أو شخصيات معارضة، وأن سوريا ليست متضررة إطلاقا من خسارة مقعدها… حيث لم تكن هذه الجامعة تعبر عن القناعات السورية”. وأشارت “الوطن” إلى أن الجامعة كانت “حملا ثقيلا على سوريا شعبا ودولة وعلى الضمير الجماعي للسوريين الذين يدفعون اليوم شعبا ودولة ثمن هذا الوهم”. وكتبت صحيفة “الثورة” الحكومية في افتتاحيتها “اليوم تصطف الأعراب وخنجر غدرها مشرع في ظهور العرب جميعا، لتحاكم العروبة ومن انتمى إليها”. ولفتت الصحيفة إلى أن السوريين “ليسوا قلقين من مهاترات الأعراب، ولا من صوت نعاجهم، وليسوا جزعين من صدى الصوت الإسرائيلي والأميركي في قاعات القمة الأعرابية، بلكنة المشيخات كان، أم بلون دولارات النفط”. أ. س/ وكالات *** “الشيخ حمد” يصفق.. ووزراء الخارجية يختفون فجأة القصة الكاملة لجلوس معاذ الخطيب على مقعد بشار الأسد بدا واضحا في سياق تحضيرات القمة العربية أن إرادة الدول التي تصر على نزع الشرعية العربية عن الرئيس السوري بشار الأسد انتصرت في النهاية بعد معركة شرسة وصعبة في كواليس القمة العربية فقد تمكن المعارض السوري البارز معاذ الخطيب من الجلوس في المقعد المخصص لسوريا بين كبار الزعماء العرب. وبعد جهد جهيد ومناكفات دبلوماسية وتأخير مقصود لمسودة البيان الختامي وإحتجاب غالبية وزراء الخارجية العرب، تمكنت الدولة المضيفة قطر من إنفاذ سيناريو عزل النظام السوري تماما عن مؤسسات الشرعية في النظام العربي الرسمي. والمعركة التي وجد رئيس الإئتلاف السوري المعارض معاذ الخطيب نفسه مع بقية أطياف المعارضة فيها، إنتهت بمجرد تسليم نائب الرئيس العراقي خضير الخزاعي لرئاسة القمة رسميا لأمير قطر. ومباشرة بعد إستلامه رئاسة القمة طلب أمير قطر من معاذ الخطيب الحضور للجلوسعلى مقعد سوريا الشاغر منهيا بذلك عاصفة من الجدل إجتاحت أوساط القمة العربية. وبوضوح شديد تجنب الرئيس العراقي للقمة قبل التسليم دعوة المعارض السوري؛ فالعراق وقف بشراسة ضد هذه التوصية لكن المسألة على الأرجح حسمت في الكواليس مساء الإثنين وصباح الثلاثاء. وشارك أمير قطر بعد إستدعاء الخطيب للمنصة الرئيسية التي تزينت بعلم الثورة السورية، في التصفيق الحاد للزعيم العربي الجديد الذي يجلس لطاولة القمة بإسم الربيع العربي بعد الرئيسين المصري والتونسي ورئيس الوزراء الليبي. وكان المشهد بروتوكوليا غير معزول عن السياق السياسي لمضمون الرسالة الأهم لقمة الدوحة وهو تكريس الشرعية بين أحضان المعارضة السورية. ودخل الخطيب وسط التصفيق قاعة الإجتماع متصدرا ثمانية أعضاء في المعارضة السورية سيتحدثون للقمة العربية. وفرضت المستجدات على الخطيب، وفق تقرير لصحيفة “القدس العربي”، تأجيل إستقالته وإرجائها وأغلب التقدير أن القادة العرب سيطلبون من الخطيب العدول عن إستقالته. لكن الأهم أن مشروع القرار الذي أوصى به وزراء الخارجية الزعماء يتحدث عن اللجوء لمؤسسات الشرعية الدولية ومطالبتها بعد التريبات الجديدة في مؤسسة البيت العربي بالتدخل لحماية الشعب السوري وهي صيغة يقول الدبلوماسيون أنها تسمح بمطالبة مجلس الأمن الدولي بفرض حظر طيران في سوريا إذا سمحت المعادلات الإقليمية بذلك. أ. س/ وكالات *** كواليس القمة العربية خلاف حول لون علم ليبيا.. وجيش “الجزيرة” في كل زاوية تناغم واضح تلمسه الجميع بين السعودية وقطر بخصوص الملف السوري بالقمة العربية واتفاق تام في كواليس الاجتماعات على دعم تسليم مقعد سورية الشاغر للمعارضة.لكن خلافا يتيما في بعض التفصيلات بين الجانبين برز بوضوح وتركز على تسمية رئيس الوفد السوري.. الرياض ترفض رئيس الحكومة المؤقتة غسان هيتو والدوحة لا تفضل معاذ الخطيب.. التسوية قد تتطلب رؤيتهما معا في وفد القمة وبجانب بعضهما البعض. أحد معاوني وزير الخارجية الليبي أخذ على عاتقه الشخصي إصلاح خطأ فني عندما أمسك علما لبلاده رفع في قاعة المركز الصحافي وطواه ووضعه مع إحدى المرافقات. وعندما سألت الجهات المنظمة قال المسؤول الليبي أن الألوان مرتبة بشكل خاطىء في العلم فالأسود بدل الأحمر والعكس. أحد الموظفين القطريين لم يعجبه سلوك الموظف الليبي فطلب منه ترك العلم في مكانه متحدثا عن طرق دبلوماسية ومراسلات في قضايا من هذا النوع. الزهور البيضاء تحديدا وبكميات هائلة جدا تحيط بمقر الوفود الرسمية في قمة الدوحة حيث يوزعها على جميع المساحات والأرضيات المئات من العمال والموظفين. عدد الصحافيين والإعلاميين أقل من المعتاد بهذه القمة وفقا لمنظمين استعدوا لاستقبال أكثر من ألف صحافي وإعلامي وسط غياب واضح وملموس للعشرات من الزملاء المصريين تحديدا الذين كانوا يسبقون بالعشرات الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك. جيش من المراسلين خصصته قناة “الجزيرة” القطرية مستعينة بكل نجومها الذين ظهروا في أروقة القمة والاجتماعات لتغطية الفعاليات حيث تمكن الجميع من مشاهدة محمد كريشان وأحمد منصور ووليد العمري ومحمد الكبير الكتبي وعبد الحميد فايد وياسر أبو هلالة وغيرهم. الدوحة عبارة عن ورشة عمل وإنشاء ضخمة ومتحركة في كل مكان حيث يتواصل العمل ليلا نهارا ويعمل في البناء والإنشاء عشرات الالاف من العمال تحضيرا لفعاليات كأس العالم لعام 2020 مع رصد واضح لبلدوزرات ورافعات عملاقة جدا ترتفع في السماء.