كشف وزير الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار، شريف رحماني، أن الإنتاج الوطني من الأدوية لا يُغطي إلا 35 بالمائة من احتياجات السوق الوطنية، مما يعني أن 65 بالمائة من الأدوية مستوردة، مبرزا عزم الدولة على “تغيير صورة الجزائر على أنها سوق للأدوية الأجنبية فقط، لتصبح شريكا في إنتاج الأدوية في الأسواق العالمية بالتدرج من خلال تطوير هذه الصناعات بتشجيع المستثمرين في هذا المجال وتقديم التسهيلات لهم ورفع العراقيل البيروقراطية. جاء تصريح الوزير خلال إشرافه رفقة وزير الصحة وإصلاح المستشفيات عبد العزيز زياري، نهاية الأسبوع، على حفل توقيع عقود لإنجاز ثلاثة مصانع لإنتاج الأدوية الجنيسة بكل من وادي البلاع بشرشال بولاية تيبازة وزميرلي بالحراش وقسنطينة، وذلك بين كل من مجمع صيدال وشركات “بوناتي" الإيطالية و«أو.أم.تي.أو" الإسبانية ومؤسسة “سوفتال" الجزائرية. وأوضح رحماني في هذا الشأن أن من شأن هذه المصانع التقليل من التبعية في سوق الأدوية للخارج وبالتالي تقليص فاتورة الاستيراد ووضع حدّ لنزيف العملة الصعبة في هذا الاتجاه. واعتبر الوزير أن “سوق الصيدلة يعدّ مؤشرا وعاملا قويا من مؤشرات السيادة الوطنية، وأن “التبعية المطلقة للأسواق الخارجية في هذا المجال يُضعف هذه السيادة ويُقلل حريات الدول"، وهو ما يستوجب حسب الوزير رحماني “تعزيز الجهود لتقليص هذه التبعية من خلال حماية المنتوج المحلي وتدعيم وتقوية المؤسسات الجزائرية وإعطاء الأولوية للمتعاملين الوطنيين ورفع العراقيل والقضاء على البيروقراطية". ودعا في هذا الخصوص المتعاملين لاستغلال فرص الاستثمار لتطوير الصناعة الصيدلانية في الجزائر والاستفادة من المرافقة والمتابعة والتشجيعات التي توفرها الدولة، بهدف تلبية احتياجات المواطن الجزائري فيما يخص العلاج". في سياق متصل، ذكر الوزير أن السوق الوطنية من المنتوجات الصيدلانية لا تُغطي إلا 35 بالمائة من الطلب الوطني، على أن تُساهم المشاريع الثلاثة التي تم توقيع عقود إنجازها مع مجمع صيدال في رفع القدرة الإنتاجية لمجمع صيدال بنسبة 75 بالمائة خاصة فيما يتعلق بالأدوية الجنيسة الخاصة بعلاج أمراض القلب والأمراض المزمنة وغيرها. كما ستساهم هذه المشاريع في رفع رقم أعمال مجمع صيدال من 12 مليار دينار في الوقت الحالي إلى 40 مليار دينار خلال سنة 2015. وفي سياق متصل، أكد شريف رحماني أن الدولة عازمة على تطوير هذا الإنتاج بدليل على حدّ قوله أن هياكل الإنتاج الوطني الصيدلاني قد تضاعف خلال السنوات الخمس الأخيرة وذلك من 30 وحدة إلى 62 وحدة إنتاج.