رواتب عمال النظافة تتراح بين 14 و30 ألف دينار عيسى -ب /فريدة.س
تحولت أكبر شوارع وأحياء البلديات بالعاصمة إلى شبه مزابل عمومية على الهواء الطلق، بفعل إضراب عمال البلديات الذي امتد إلى عمال النظافة المطالبين بتحسين أجورهم، حيث تسبب هذا الإضراب في تراكم القمامة بشكل ينذر بكارثة صحية وبيئية خطيرة على كل المستويات ما لم يتم حل مشاكل هؤلاء العمال، خصوصا في ظل عزمهم على مواصلة الإضراب إلى غاية الاستجابة لمطالبهم الاجتماعية والمهنية. من شرق العاصمة إلى غربها، أصبحت ظاهرة تراكم القمامات الديكور الذي يميز أكبر التجمعات السكنية وسط سخط وتذمر السكان من هذا الوضع البيئي الذي يهدد صحتهم ومحيطهم، ففي بلدية برج الكيفان وقفنا على أطنان من النفايات المنتشرة في كل الزوايا والاتجاهات، خاصة على مستوى الطريق الرئيسي لحي حوش علي خوجة، حيث بلغ طول القمامة المرمية أكثر من كيلومتر وهذا في ظرف أربعة أيام فقط حسب شهادات بعض السكان. وقال عز الدين حلاسة رئيس الاتحادية الوطنية لموظفي قطاع البلديات إن معظم العمال يتلقون أجورا زهيدة لا تكفي متطلبات العيش خصوصا مع ارتفاع القدرة الشرائية، تبين أنه لا بد ألا يقل الراتب عن 4 ملايين سنتيم، وهو المطلب الذي يتمسك به المضربون. وتوعد عز الدين حلاسة بشل العاصمة والانضمام إلى 36 سلكا مشتركا تابعا للنقابة الوطنية السنابات، إن لم تلب المطالب المرفوعة يوم الأحد المقبل أمام وزارة الداخلية. وأضاف قائلا "العمال المضربون على حق" ومطلبهم وطني ومشروع. وكشف حلاسة خلال حديثه ل«البلاد" أن اللقاء الذي سيجمعهم مع وزير الداخلية يوم الأحد ستُعرض فيه كل المطالب وستتحاور الوزارة فيها، كما ستكون لجنة عمل لتناقش المطالب وتبدي رأيها بخصوصها. ومن جانب آخر أكد الأمين العام لنقابة مؤسسة "نات كوم" شريفي عمر أن البلديات التي تغطيها القمامة لا تعنيهم، وأعطى أمثلة عن البلديات التي لا تغطيها مؤسستهم كالحراش، بئر خادم، الدرارية، العاشور، بئر توتة والشراقة. وجاءت الحركة الاحتجاجية في إطار سلسلة الإضرابات التي عرفتها البلديات في الأشهر القليلة الماضية للمطالبة بتحسين الأجور وظروف العمل. وتشتكي فئات من عمال البلديات خصوصا عمال النظافة من تدني رواتبهم، التي لم تصل حتى عتبة الأجر القاعدي. ويشير منسق الفروع النقابية إلى أن عمال النظافة المتعاقدين يتلقون رواتب لا تتجاوز 14 ألف دينار شهريا، فيما يتلقى العمال الدائمون رواتب تصل إلى 3 ملايين سنتيم مع احتساب منح الأطفال والمردودية، وهو راتب لا يتساوى مع رواتب نظرائهم بالمؤسسة الوطنية "نات كوم" التي تتراوح الرواتب فيها ما بين3 و4 ملايين سنتيم.