كشفت مصادر من وزارة المالية عن اقتراح قدمه الملياردير الروسي ميخائيل فريدمان لشراء شركة الاتصالات أوراسكوم تيليكوم، التي تملك شركة فيمبلكوم الروسية 51.7 بالمائة من أسهمها. ووفقا لهذا المصدر فإن الملياردير اقترح 3.4 مليار دولار كسعر حدده لشراء هذه المؤسسة . وأشارت مصادر إلى أن “فيمبيلكوم" الروسية رأت وقالت إن السعر الذي تقدم به فرديمان هو ضئيل جدا ولا يعبر عن القيمة الحقيقية للشركة، باعتبار أن شركة “جيزي" التي يتجاوز عدد مشتركيها عتبة 18 مليون مشترك، علاوة عن تجهيزاتها ومعداتها، بالإضافة إلى موظفيها المكونين أحسن تكوين تسيل لعاب العديد من الشركات الأجنبية، كيف لا والجزائر لوحدها لم تتمكن من دفع مستحقاتها وتتفاوض منذ أزيد من عامين مع شركة “فيمببيلكوم" الروسية ولم تصل لحد الآن لأية نتيجة تذكر، والدليل الصمت التام الذي فرضته الوزارة نفسها على الملف. كما لم تتمكن الوزارة نفسها من تأميم 51 بالمائة، بالرغم من تكليف أكبر البنوك ومكاتب الاستشارات بتحديد سعر أسهم الشركة المصرية سابقا المعروفة تجاريا باسم “جيزي"، بهدف شرائها نهائيا والتي تتمتع بخبرة كبيرة معترف بها في هذا المجال. مع العلم أن جيزي تعد الشركة الأولى للهاتف المحمول في الجزائر منذ دخولها السوق الجزائري العام 2002. ويمنح القانون الجزائري للدولة “حق الشفعة" وأخذ 51 بالمائة من رأسمال الشركة و20 بالمائة من الأرباح من أصول أي صفقة يعقدها غير المقيمين في الجزائر. تجدر الإشارة إلى أن ملكية “جيزي" انتقلت للمجمع الروسي “فيمبلكوم" الذي اندمج مع “ويذر انفستمنتس" الشركة الأم لأوراسكوم تيليكوم القابضة، باستحواذ الشريك الروسي على 51.7 بالمائة من الشركة الأم. كما أن الرئيس التنفيذي ل«فيمبلكوم"، حدد القيمة المالية لبيع “جيزي" ب7.8 مليار دولار أمريكي، خلال زيارته للجزائر الشهر الماضي. وبلغت قيمة التقويم الضرائبي لشركة “جيزي" الخاص بالفترة ما بين 2004- 2007 نحو 53 مليار دينار (أكثر من 700 مليون دولار) وقد تم دفعها كليا من طرف “جيزي". كما قررت السلطات الجزائرية تجميد عمليات تحويل رؤوس الأموال من قبل “جيزي" من الجزائر نحو الخارج لحين التسوية النهائية للوضعية الجبائية للشركة. ياسمين مرزوق