أعلنت أمس وزارة المالية عن فتح مناقصة دولية محدودة لاختيار بنك أعمال أو مكتب خبرة، بهدف إعداد تقرير خبرة دولية يسمح للجزائر بشراء فرع «جيزي» للاتصالات، حيث يفترض أن يتضمن هذا التقرير وفق ما أكده خبراء اقتصاديون الخيارات التي تمكّن الجزائر من استرجاع «جيزي»، وحددت تاريخ 24 نوفمبر المقبل كأجل أقصى لاختيار المتعامل الأجنبي سواء من طرف بنك الأعمال أو مكتب الخبرة. باشرت أمس الحكومة الخطوات العملية لشراء شركة الهاتف النقال «جيزي» ووضع حد للجدل الدائر منذ فترة حول مصير الفرع «جيزي» التابع للشركة الأم «أوراسكوم»، لا سيما بعد أن اندمجت هذه الأخيرة في الشركة النرويجية الروسية «فيمبل كوم»، في وقت تنصل فيه مالك مجمّع أوراسكوم «نجيب ساويرس» من مسؤوليته ورفض التفاوض مع الحكومة الجزائرية، من خلال إعلان وزارة المالية أمس في صحيفة المجاهد، عن مناقصة دولية محدودة لاختيار بنك أعمال أو مكتب خبرة، بهدف إعداد تقرير خبرة دولية يسمح للجزائر بشراء فرع «جيزي» للاتصالات، وقد حدد تاريخ 24 نوفمبر المقبل كأقصى حد لاختيار المتعامل الأجنبي سواء من طرف بنك الأعمال أو مكتب الخبرة. واستنادا لتحليلات الخبراء الاقتصاديين فإن المناقصة الدولية التي أعلنت عنها وزارة المالية تؤكد أن الجزائر ستدخل في مرحلة جديدة لاسترجاع شركة «جيزي» في إطار حق الشفعة، وذلك من خلال الاستعانة باستشارات تمنحها إياها مكاتب خبرة دولية، وفي هذا السياق ستقدم هذه المكاتب إلى الجزائر عدة اقتراحات متمثلة في استراتجيات شراء «جيزي»، بالإضافة إلى إطلاعها على قانون الأعمال والقوانين الدولية المعمول بها في هذا الشأن. وكانت الجزائر أكدت رفضها التفاوض مع الشركة الروسية التي اندمجت مع أوراسكوم تيليكوم وتشترط التفاوض مع رجل الأعمال المصري «نجيب ساويرس»، كما أن الرئيس التنفيذي لفيمبلكوم، حدد القيمة المالية لبيع جيزي ب7.8 مليار دولار، خلال زيارته للجزائر الأسبوع الماضي، علما أن خبراء يؤكدون أن القيمة المالية لهذه الشركة لا تكاد تتعدى ملياري دولار. وكان «ساويرس» قد أكد، في تصريح رداً على سؤال عن فشل الشريك الروسي في التفاوض مع الحكومة الجزائرية، "إذا لم نتوصل إلى حل مع الحكومة الجزائرية، فليس أمامنا إلا ثلاثة خيارات وهي إما أن تشتري الحكومة الجزائرية جيزي بالسعر المحدد عالمياً، أو أن يعاود الشريك الروسي العمل كما كنا نعمل في السابق، أو أن نلجأ إلى التحكيم الدولي". وتجدر الإشارة، إلى أن ملكية المتعامل جيزي انتقلت للمجمع الروسي «فيمبلكوم»، الذي اندمج مع «ويذر انفستمنتس»، الشركة الأم لأوراسكوم تيليكوم القابضة، كما أن هذا الاندماج مكن «فيمبلكوم» من الاستحواذ على نسبة 51.7 بالمائة من أوراسكوم تيليكوم القابضة، الشركة الأم لجيزي.