هناك إجماع و''جماع'' عام على أن العقل العربي تدحرج من الرأس إلى القدمين، والشاهد على قبر ذات العقل، كرة معولمة أثبتت أن كروية الأرض من كرويتنا وتكوّرنا مع الانحناءات الثابتة منها والطارئة، فلو أننا أجرينا مقارنة بسيطة بين مآل ''مالك بن نبي'' الذي أفنى عقله في البحث والتنظير وبين منال لاعب كرة أغنى عمره ودخل التاريخ من باب تسعين دقيقة ركل، لفهمنا المسافة التي قطعها العقل لكي ينزل من الرأس إلى القدمين.. بالمسيلة رزق فلاح بخروف بثمانية أرجل ليصبح كلام الناس. ورغم أن المولود البهي الطلعة لم يأت بمعجزة غير مضاعفة أقدامه، حاله من حال ديك بتيزي وزو ولد بأربع أرجل بدلا من اثنتين، إلا أن الثابت أنه حتى دواب هذا الزمن وصلت إلى قناعة تامة بأن السر في تعدد الأرجل. أما العقل فإن مصيره جسر معلق بسيرتا وغير بعيد عنا نهاية عالم جزائري شاب رفض إغراءات أمريكا ومعاهدها الفيزيائية واختار جزائريته ليتم تعيينه أستاذا متعاقدا في الرياضة، ''ربما'' ويكون مصيره أن رمى بعقله وجسده من نفس الجسر كافرا بمعادلة أن ينتقل عقله إلى قدميه فيصبح من ذوات الأربع العالفات.. إذا كانت الأنظمة العربية قد نجحت في شيء، فإنها أفلحت في وضع عقول شعوبها تحت ''الأقدام'' ومختزل ونهاية القول إن المعركة الموازية لمعركة تهديم المسجد الأقصى برهنت على أنه بقدر ما تملك إسرائيل من ''إقدام'' لا حد له، فإن أمة العربان لم تعد لها من عقول إلا ''أقدام'' تستعمل للهرولة أو للهرب وأحيانا لممارسة اللعب.