قال دبلوماسيون في الأممالمتحدة إنه لم يتم بعد اتفاق بشأن دخول مفتشي الأسلحة الكيمياوية الدوليين إلى سوريا، وسط معارضة من نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي تحفظ على المدى الذي سيباشر فيه فريق التحقيق مهامه، في حين أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون رغبة المنظمة في التفتيش بشأن كل التقارير. وتريد دول غربية إجراء تحقيق في تقارير للمعارضة بشأن استخدام الأسلحة في واقعتين، وتحمل المعارضة النظام المسؤولية عن شن هذه الهجمات، في حين قالت الأممالمتحدة الشهر الماضي إنها ستحقق في مزاعم النظام السوري بأن مقاتلي المعارضة استخدموا أسلحة كيمياوية في هجوم على مدينة حلب بشمالي البلاد. ونقلت وكالة “رويترز" عن دبلوماسي بالمنظمة الدولية قوله إنه لم يحرز اتفاق حتى الآن بشأن دخول المفتشين بسبب معارضة النظام السوري بشأن المدى الذي سيباشر فيه فريق التفتيش مهامه. وأضاف أنه لن يتم نشر المفتشين إلى أن يكون هناك اتفاق بشأن الدخول والترتيبات الأخرى. واقترح ممثل سوريا بالأممالمتحدة بشار الجعفري في رسالة إلى رئيسة مكتب الأممالمتحدة لشؤون نزع الأسلحة أنجيلا كين بإدخال تعديلات على المعايير القانونية والخاصة بالإمداد والتموين. ويصر المبعوث السوري على أنه يجب قصر دخول المفتشين على مناطق لها علاقة بهجوم في حلب تتبادل الحكومة والمعارضة الاتهامات فيه بإطلاق صاروخ محمل بالمواد الكيمياوية قتل 26 شخصا. كما أكدت دمشق أيضا أنه يجب أن يكون لها رأي في الأشخاص الذين سيضمهم فريق التفتيش. وردا على رسالة الجعفري؛ أكدت كين أن الأمر متروك للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ليقرر وحده تشكيل بعثة التحقيق “التي يجب أن يكون لها حرية الحركة والدخول لإجراء تحقيق شامل وموضوعي"، وتغطية كل المناطق التي يشتبه في وقوع هجمات بالأسلحة الكيميائية فيها. وكتبت فرنسا وبريطانيا إلى بان الشهر الماضي تطالبه بأن يبحث أي تحقيقٍ مزاعمَ المعارضة عن هجوم قرب دمشق وآخر في حمص في أواخر ديسمبر الماضي ويلقي المعارضون باللوم على الحكومة السورية في تلك الحوادث وفي هجوم حلب أيضا. وقوبل الطلب الفرنسي البريطاني بمعارضة من روسيا التي اتهمت الدولتين بمحاولة تأخير وربما إخراج تحقيق الأممالمتحدة عن مساره. ويؤكد دبلوماسيون غربيون ومسؤولون أمميون أن بان مصمم على التحقيق في جميع المزاعم عن استخدام أسلحة كيمياوية. من ناحية أخرى، قال ناشطون سوريون إن قوات النظام قصفت حي “برزة" في دمشق بأكثر من 15 صاروخا بالستيا من طراز “توشكا" في تطور هو الثاني من نوعه منذ بدء الثورة السورية قبل أكثر من عامين. وأكد الخبير العسكري العميد المتقاعد صفوت الزيات أن هذا الصاروخ المعروف لدى حلف الناتو باسم “سكاراب إس إس 21"؛ من صنع روسي أنتج مطلع الستينيات وهو يحمل رأسا حربيا يزن نحو 500 كيلوغرام. وقالت لجان التنسيق المحلية إن القصف بصواريخ توشكا أسفر عن سقوط قتلى وعشرات الجرحى بينهم نساء وأطفال إلى جانب إحراق عدد من المباني السكنية، مشددة على أنها المرة الثانية التي يستخدم فيها النظام صواريخ أرض- أرض من هذا النوع في قصف دمشق منذ اندلاع الثورة حيث سبق أن أطلق صاروخا على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين. وبث الناشطون صورا على الإنترنت لمحاولات الأهالي انتشال القتلى والجرحى من تحت الأنقاض.