كشفت مجلة ''التايم'' الأمريكية أن الرئيس باراك أوباما انخرط شخصيا في 3 جولات من المفاوضات السرية مع إيران خلال الأشهر الأربعة الأخيرة، في سعي منه ل''اختبار النوايا النووية الإيرانية''. قالت مجلة ''التايم'' في عددها الجديد إن المحادثات السرية بدأت في شهر جوان الماضي عندما طلب مسؤولون في الحكومة الإيرانية من مسؤولي وكالة الطاقة الذرية الدولية تقديم العون لبلادهم عبر إمدادهم بصفائح مصنعة من اليورانيوم المخصب تساعد في علاجات طبية فضلا عن المبيدات الحشرية، وذلك بسبب تراجع أداء مفاعل بُني للشاه عام 1976بسبب افتقاده للوقود، وبعد ذلك قامت الوكالة بدراسة الطلب مع الولاياتالمتحدة. وبحسب ما كشف عنه مصدر في الإدارة الأمريكية ل''التايم'' فإن إدارة أوباما أدركت أنه يمكن أن ترتّب هذا الأمر وتمد إيران بهذه الصفائح من مصدر غير تقليدي وهو مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب الذي أنجزته خلال السنوات الماضية في خرق لقرارات مجلس الأمن، وإرسال هذا اليورانيوم للخارج لتصنيع صفائح غير ضارة وبالتالي تخفيف التوتر الحاصل. وعندما زار أوباما موسكو في شهر جويلية الماضي طرح الأمر على الروس لمعرفة مدى رغبتهم في المشاركة في الأمر فقالوا إنها ''فكرة عظيمة''. ولاحقا حصلت محادثات بين إيران ووكالة الطاقة الذرية بحضور الولاياتالمتحدة وفرنسا وروسيا، وفي منتصف شهر سبتمبر الماضي اتصل أوباما بمدير وكالة الطاقة الذرية محمد البرادعي لإخباره أن واشنطن مستعدة لتنفيذ الصفقة، وبدوره أخبر البرادعي ممثل إيران في وكالة الطاقة الذرية بذلك والذي بدوره عاد بعد فترة برد إيجابي من حكومة بلاده. وفي وقت لاحق، طلب أوباما خلال لقائه نظيره الروسي في اجتماعات الأممالمتحدة في نهاية سبتمبر تأكيدا منه، على مستوى الرؤساء، بأن تلتزم إيران بالصفقة وأن القصة فعلا لا تتعدى محاولة إيران الحصول على الصفائح بسبب فقدانها الوقود في أحد المفاعلات، وحصل على التأكيد. وفي نهاية سبتمبر ، حسب ''التايم''، اتصل أوباما بالبرادعي وأخبره بتفاصيل الصفقة مع إيران، ليتم الإعلان عنها في اجتماع جنيف في الأول من أكتوبر خلال لقاء إيران مع دول مجلس الأمن زائد ألمانيا. وفي تلك الاجتماع حصلت لقاءات بين المفاوض الأمريكي وليم بيرنز ومفاوض إيراني لتحديد كمية اليورانيوم التي سيتم تحويلها للخارج.